ماض، وما: فاعله، والتمادي: تفاعل من المدى، وهو الغاية، قال صاحب ((المصباح)): وتمادى فلان في غيه: إذا لجّ ودام على فعله، وروى غير المبرد:((إلاَّ تنائيا)) وهو التباعد، وهو تفاعل أيضًا من النأي وهو البعد، وبلوتك: امتحنتك، وكلّيلة: ضعيفة، والمساوئ: العيوب، قال صاحب ((المصباح)): ساء يسوء: إذا قبح، وهو أسوأ القوم، وهي السوءى أي: أقبحهم، والمساءة: نقيض المسرَّة، وأصلها مسواة، على مفعلة، بفتح الميم والعين، ولهذا ترد الواو في الجمع فيقال: هي المساوئ، لكن استعمل الجمع مخففًا، وبدت مساويه، أي: نقائصه ومعائبه. انتهى. وفيه تصريح بكون لام الفعل همزة، والتغاني: تفاعل من الغنى، يقال: تغانى القوم، أي: استغنى كلّ منهم عن إلاَّخر. وهذه الأبيات أوردها هكذا لعبد الله بن معاوية المذكور إبراهيم بن علي الحصري القيرواني الأنصاري في كتابه ((زهر الأداب))، وكذا أوردها له الشريف ضياء الدين هبة الله علي بن محمد ابن حمزة الحسيني في ((حماسته)) والزمخشري في ((ربيع الأبرار)) وقال: قالها في الفضيل بن السائب، وأوردها أيضًا له الأصبهاني في كتاب ((الأغاني))، إلاَّ انه روى أوله:((إنَّ حسينا كان شيئًا ملففًا)). وقال: قالها عبد الله بن معاوية الجعفري في الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس، وهكذا ذكر مصعب الزبيري وذكر مؤرخ فيما أخبرنا به اليزيدي عن عمه عن أبي جعفر عن مؤرج، وهو الصحيّح، إنَّ عبد الله بن معاوية قال هذا الشعر في صديق له يقال له: قصي بن ذكوإنَّ، وقد كان عتب عليه، وأول الشعر: رأيت قصيًا كان شيئًا ملففًا .. إلى آخر الأبيات. ثمَّ قال الأصفهاني بعد ورقات: وهذا الشعر قاله عبد الله بن معاوية للحسين بن عبد الله بن عبيد بن العباس، وكان الحسين أيضًا سيء المذهب مطعونًا عليه في دينه، أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري، حدثنا علي بن محمد بن سليمان