حذفت الياء وهي لام الفعل وبقيت الكسرة على حالها، فتكون اللام لام جواب القسم.
والبيت من قصيدة لحريث بن عتّاب الطائي، وقبله:
دفعت إليه رسل كوماء جلدةٍ ... وأغضيت عنه الطَّرف حتى تضلَّعا
إذا قال قطني قلت آليت حلفةً ... لتغننَّ عني ذا إنائك أجمعا
هكذا الرواية عند ثعلب وغيره، لا ما رواه المصنف، وضمير إليه راجع إلى الغلام الذي أتاه في الليل ضيفًا، والرسل، بكسر الراء: اللبن، والكوماء، بفتح الكاف والمدّ: الناقة العظيمة السَّنام، والجلدة، بفتح وسكون الَّلام، قال الجوهري: هي أدسم الإبل لبنًا، والجمع الجلاد، بالكسر، وقوله: وأغضيت عنه ... إلى آخره، يقال: أغضى الرجل عينه، أي: قارب بين جفنيها، يقول: أغمضت عيمي عند شربه؛ لئلا يستحي أن يشرب ريًّا، وهذا من أخلاق الكرام، والطرف: العين، وتضلّع امتلأ ما بين أضلاعه.
وقوله: إذا قال، أي الغلام الضيف، قطني، ويروى:"قدني" وكلاهما بمعنى يكفيني، وفسّره ثعلب أي: حسبي، وقلت بالتكلم، والمتكلّم هو الشاعر، وعكس المصنف تبعًا لغيره: إذا قلت قطني، قال: فيكون الشاعر هو الضيفٍ، وفاعل قال ضمير المضاف. وأورده جماعة:"إذا قال قطني" قال منهم الزمخشري في "المفصّل" وتبعه السيد فقال: أي: إذا قال الضيف: حسبي ما شربت، قال المضيف. انتهى. وعلى هذا يكون الشاعر مخبرًا حاكيًا عن شخصين، فهو لا ضيف ولا مضيف، والصواب ما شرحناه أولًا، كما يدل عليه البيت الذي قبله، وسياق القصيدة أيضًا.
وفي البيت شواهد أخر:
أحدها قوله: قطني، وفي رواية قدني، وبه استشهد ابن الناظم بنون الوقاية