للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذا أنشدهما ابن الأنباري في أول "شرح المفضليات" عن أحمد بن عبيد، وقال: قال الشاعر: وابكنَّ؛ لأنَّ من شأنه أن لا يحرك الياء بالنصب، كما لم يحركها في الرفع والخفض، فتركها ساكنة، ولحقتها النون الأولى من المشددة، وهي ساكنة فأسقطتها. انتهى. وبه علم أن الخطاب في قوله: وابكنّ، لمذكّر لا لمؤنث كما زعمه الدماميني، مع أنَّ سياق كلام المصنف يأباه، وإذا كان الخطاب مع امرأة كان المحذوف ضميرًا مع لام الفعل، فإنك إذا أمرت المرأة بالبكاء قلت: ابكينَّ يا هند، فإذا أبقيتها ساكنة ولم تفتحها حذفت لالتقاء الساكنين، وأمّا لام الفعل فهو محذوف لالتقاء الساكنين قبل حذف ياء الضمير، وأصله: تبكيين، على وزن تفعلين، تحركت الياء الأولى وهي لام الفعل، وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفًا، وحذفت لالتقاء الساكنين.

ونقل أبو حيّان في "ذكرته" من "الغرّة" لابن الدهان أنه قال: إنَّ بعض الكوفيين يجيز حذف الياء وإن كانت محذوفة، فتقول: إقضنّ يا رجل، بحذفها لالتقاء الساكنين، وأنشد:

يا عمرو أحسن نماك الله بالرَّشد ... إلى آخر البيتين.

يريد: ابكينَّ، وقال الفراء: وتقول: هل تقضنَّ؟ على قولك: أريد أن تقضي يا رجل، وقالوا: هل تخشنَّ، حذفوا الياء. وحكى الكوفي: لا يخفنَّ عليك، أي: لا يخفينَّ، وقال الفراء: هي لغة طيّ، لأنهم يسكنون الياء في النصب ولا ينصبون. وحكى الكوفيون: إخشنَّ زيدًا يا امرأة، ولا يخفنَّ عليك هذا، وهي لغة طيّ، وأنشدوا في المؤنث:

لترنَّ زندة مرحة وغفار

يريد: لترينَّ، وهو أقيس من المذكر. انتهى ما أورده أبو حيّان. وقال الرضي في "الشرح الكافية": لغة طي على ما حكى عنهم [الفراء] حذف الياء الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>