للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ميّ لا يعجز الأيّام ذو حيدٍ

وفي رواية سيبويه حرف النفي من "يبقى" محذوف، والأصل: لا يبقى، وهو جواب القسم، كقوله تعالى: {تالله تفتأ تذكر يوسف} [يوسف/ ٨٥] وقوله: ذو حيد، بالحاء المهملة والمثناة التحتية، رواه المبرد بفتحتين، وجعله مصدرًا بمنزلة العوج والأود، وهو اعوجاج يكون في قرن الوعل، ورواه ثعلب بكسر أوله، وكذا السكري، وفسره بجمع حيدة، مثل حيض جمع حيضةٍ، والحيدة: العقدة في قرن الوعل، ومنهم من جعله جمع حيدٍ، وهو كل نتوء في القرن والجبل وغيرهما. وقال بعضهم: هو مصدر حاد يحيد حيدًا بالسكون، فحركة للضرورة، ومعناه الروغان، وروي: "ذو جيد" بالجيم، وهو جناح مائل من الجبل، وقيل: يعني به الظبي، والوعل: التيس الجبلي. وروى الحلواني: "ذو خدم" بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة وقال: هو البياض المستدير في قوائم الثور، واحدها خدمةٌ، والمشمخر: الجبل العالي، والباء بمعنى في متعلقه بمحذوف هو صفة لـ"ذو حيد" وجملة "به الظيان والآس" صفة لمشمخر، والظيان بالظاء المعجمة، وتشديد المثناة التحتية: ياسمين البر، والآس: الريحان، وإنما ذكرهما إشارة إلى أنَّ الوعل في خصب، فلا يحتاج إلى أن ينزل إلى السهل فيصاد.

وأمية بن أبي عائذ -بالذال المعجمة- الهذلي: شاعر إسلامي مخضرم على ما في "الإصابة" وقال صاحب "الأغاني": هو من شعراء الدولة الأموية، له في عبد الملك ابن مروان وعبد العزيز قصائد، وقد أثبت السكري هذه القصيدة في "أشعار هذيل" لأبي ذؤيب الهذلي، وتقدمت ترجمته في الإنشاد الخامس من أول الكتاب، وعزاها الحلواني إلى مالك بن خالد الخناعي، نسبة إلى خناعة بن سعد بن هذيل، بضم الخاء المعجمة بعدها نون، وقال ابن السيد البطليوسي: رويت للفضل بن عباس

<<  <  ج: ص:  >  >>