يا ميُّ لا يعجز الأيام ذو حيدٍ ... بمشمخرً به الظَّيّان والآس
ثمَّ وصف الوعل إلى آخر القصيدة في سبعة أبيات، والبيتان الأولان من شواهد سيبويه، وقال الأعلم: الشاهد في قطع عمرو وما بعده مما قبله، وحمله على الابتداء، ولو نصب على البدل من القوم لجاز. ومعنى تخلسيهم، بالبناء للمفعول: تسلبيهم، والخلس: أخذ الشيء بسرعة، أي: إن أفقدك الدهر إياهم فذلك شأنه، وأراد بعمرو: هاشم بن عبد مناف، فإنه اسمه، وبالعباس: ابن عبد المطلب، وإنما قال: ولدتهم؛ لأنهم من ولد مدركة بن إلياس بن مضر، وعرعر: موضع، وروي بدله:"ببطن مكة" وآبي: من الإباء، وهو الامتناع، والضيم: الظلم. وقد شرحناهما بأبسط من هذا في الشاهد الخامس والستين بعد الثلاثمائة من شواهد الرضي وقوله: والعفر والأدم والآرام والناس، العفر: الظباء جمع أعفر، والأدم: السمر منها، جمع آدم، والآرام: البيض منها، جمع ريم. وقوله: تالله لا يعجز الأيام ... البيت مع الذي بعده من شواهد سيبويه، قال الأعلم: الشاهد فيهما جري الصفات على ما قبلها، مع ما فيها من معنى التعظيم، ولو نصب لجاز. قال السكري: الأيام ههنا: الموت، والمبترك: المتعمد، وهو الأسد، وحوت الموت: الموضع الذي يدور فيه الموت لا يبرح منه، والرزام: المصوت، يقال: رزم الأسد يرزم، وإذا برك الأسد على فريسته رزم، وفرَّاس: يدق ما يصيبه، والصريمة: رملة فيها شجر. حماها: منع الناس دخولها من خوفه، وأحدان الرجال: الذين يقول أحدهم: أنا الذي لا نظير له في الشجاعة، يقول: إنَّ هذا الأسد يصيد هؤلاء الذين يدلون بالشجاعة وهو مع ذلك لا ينجو من الموت.
وقوله: تالله يبقى على الأيام ذو حيدٍ .. هكذا رواه سيبويه، وهو ثقة فيما يرويه ووقع في أشعار الهذليين من جميع الروايات: