أغرك مني أن حبك قاتلي ... وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وما ذرفت عيناك إلا لتضر بي ... بسهميك في أعشار قلب مقتل
قوله: ويوم دخلت الخدر ... الخ: هو معطوف على «يوم» في قوله: ولا سيما يوم بدارة جلجل, من بيت قبله, لكنه بني على الفتحة لإضافته إلى مبني, والخدر بكسر الخاء المعجمة: الهودج هنا, وخدر عنيزة: بدل منه, وعنيزة بوزن مصغر عنزة: لقب ابنة عمه فاطمة, وفيه رد على من زعم أنه لم يسمع تلقب الإناث, وقيل: عنيزة امرأة أخرى غير فاطمة, ونون عنيزة للضرورة, والوبلة والوبل: شدة العذاب, وهذا دعاء عليه منها, وزعم بعضهم أنه دعاء له منها في معرض الدعاء عليه, والعرب تفعل ذلك صرفًا لعين الكمال عن المدعو عليه, كقولهم: قاتله الله ما أشعره وأرجله, إذا أحوجه أن يمشي راجلًا, ورجل الرجل يرجل, كعلم يعلم: إذا صار راجلًا. يريد أنه لما حملته على بعيرها ومال معها في شقها, كرهت أن يعقر البعير, والغبيط بفتح الغين المعجمة وآخره طاء مهملة: هو القنب, وقيل: نوع من الرحال, وقيل: نوع من الهوادج, والباء للتعدية, أي: أمالنا الغبيط فقالت: أدبرت ظهر بعيري فانزل من البعير.
وقوله: فقلت لها سيري, هو أمر من سار يسير, وأرخي: من أرخيت الستر ونحوه إذا أرسلته, وجناها: ما اجتني منها من القبل, والمعلل بكسر اللام: اسم فاعل من علله تعليلًا إذا ألهاه وشفاه, وحقيقته: أزال علته أو خففها, وروي بفتح اللام: اسم مفعول من علله تعليلا, مبالغة عله إذا سقاه ثانيًا, يريد: جناك الذي قد علل بالطيب, أي: طيب مرة بعد مرة.
ومعنى البيت: أنه تهاون بأمر البعير في حاجته, فأمرها أن تخلي زمامه ولا تبالي ما أصابه من ذلك. وقد شرحت هذين البيتين مع أبيات قبلهما بأكثر مما هنا في شرح الشاهد الرابع والأربعين بعد المائتين من شرح شواهد الرضي.