للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن التولية فعلى هذا قراءة ابن عامر وقياسيتها إذا وقف عليه أن يقول: (اقتده) فيسكن هاء الضمير، وفي الوصل بإشباع كسرتها. انتهى. وقد أورد سيبويه هذا البيت في كتابه لغير ما ذكر. قال: ولا يحسن: إن تأتني آتيك، من قبل أنَّ (إن) هي العاملة، وقد جاء في الشعر، قال جرير بن عبد الله البجلي:

إنَّك إن يصرع أخوك تصرع

أي: إنك تصرع إن يصرع أخوك. ومثل ذلك قوله:

هذا سراقة للقرآن يدرسه ... والمرء عند الرُّشا إن يلقها ذيب

أي: والمرء ذئب غن يلق الرشا. قال الأصمعي: هو قديم أنشدنيه أبو عمرو. انتهى كلام سيبويه. وكذا أورده ابن السراج في (الأصول) وأورده أبو حيّان في (تذكرته)، قال: متى جزم الشرط لم يستغن عن جوابه إلا في الشعر، وأنشده. قال الأعلم في (شرح شواهد سيبويه) تقديره عنده: والمرء عند الرشا ذئب إن يلقها، والمبرد يجعله على إرادة الفاء.

هجا الشاعر رجلاً من القراء، نسب إليه الرياء، وقبول الرشا، والحرص عليها. والهاء في يدرسه كناية عن المصدر، والفعل متعدَّ باللام إلى القرآن لتقدمه على حد قولك: لزيد اضرب، والتقدير: هذا سراقة يدرس القرآن درسًا. انتهى كلامه. وكان القياس أن يقال: وهو عند الرشا، بالضمير، لكنه أعاده ظاهرًا مساويًا له بلام العهد.

وقد أبعد الدماميني في ظنه أن سراقة هذا هو سراقة بن جعشم الصحابي، وجعل المرء رجلاً آخر، وجعل البيت في وصف رجلين، أحدهما ممدوح والآخر مهجوّ، وحرّف في المصراع الثاني ثلاث تحريفات، قال: سراقة أظنه سراقة بن جعشم المدلجيّ من الصحابة، والرشا بكسر الراء: الحبل، وقصره للضرورة، وأنَّثه على معنى الآلة، والمرء: مبتدأ، وذئب خبره، وعند الرشا، متعلق به، لما فيه من معنى التأخر،

<<  <  ج: ص:  >  >>