للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبيت من قصيدة طويلة لامرئ القيس، تقدَّم شرح أولها في بحث (قد) وبعضها في بحث (ربَّ) وبعضها في بحث (الباء) وقبله:

فعادى عداءً بين ثورٍ ونعجةٍ ... وكان عداء الوحش مني على بال

كأني بفتخاء الجناحين لقوةٍ ... صيود من العقبان طأطأت شيمالي

تخطَّف خزَّان الشَّربة بالضُّحى ... وقد جحرت منها ثعالب أورال

كأنَّ قلوب الصَّير ... البيت

قوله: فعادى عداءً .. الخ. وصف فرسه بأنه صاد عليها ثورًا ونعجة في طلق واحد، وقوله: كأني بفتخاء الجناحين، الفتحاء بالخاء المعجمة: العقاب الليِّنة الجناح، واللِّقوة، بكسر اللام وسكون القاف، والعقاب الأنثى، والخفيفة السريعة، وطأطأت: حركت، والجملة خبر كأني، والباء متعلقة به، وشيمالي: أصله شمالي، أراد يده الشمال خلاف اليمين، فتولدت الياء من كثرة الشين، قال ابن قتيبة في كتاب (أبيات المعاني) يقول: كأني بمطأطأتي هذه الفرس طأطأت فتخاء، وهي العقاب، سميت بذلك لفتخٍ في جناحها، والفتخ: اللين إذا انقضّت، وشيمال وشملال: خفيفة. وقال أبو عبيدة: أراد شمالي فزاد ياء، كما قالوا من يانع الثيمار، أراد: الثمار، ويقال: فلان يطأطئ في ماله، أي: يسرع. انتهى. ورواه الصاغاني في (العباب) طأطأت شملالي وقال: قال أبو عمرو: أراد بقوله: شملالي، يده الشمال، قال: والشملال والشمال سواء، وقال أبو عبيدة: من روى شيمالي بزيادة الياء بين الشين والميم، أراد الشمال فزاد ياء. انتهى. وقال أيضًا: طأطأ الفارس فرسه: غذا ركضه بفخديه، ثمَّ حركه للحضر وشمالي: مفعول طأطأت، وخصّ الشمال لأنها تمسك العنان، يقول: لما حركت شمالي بعنان هذه الفرس لتسرع، فكانت كأنها عقاب انقضَّت على الصيد، وقوله: تخطف، أصله تتخطف، فحذفت التاء، والفاعل ضمير الفتخاء، وخزَّان مفعوله، وهو بكسر

<<  <  ج: ص:  >  >>