الخاء وتشديد الزاء المعجمتين، جمع خزر، بضم أوله وفتح ثانيه، وهو ذكر الأرانب. والشربة، بفتح الشين والموحدة المشددة: موضع، وجحرت: دخلت جحرها بضم الجيم، وهو الموضع الذي يحتفره السباع والهوام لأنفسها مأوى لها، وأورال، بفتح الألف: موضع، يريد أن ثعالب هذا الموضع توارت في جحرتها، فلا ترعى خوفًا من هذه العقاب.
وقوله: كأنَّ قلوب الطير .. الخ، وصفها بكثرة صيدها للطيور تأخذ قلوبها لتغذي به فراخها، واليابس منها هو الفاضل من الغذاء. قال ابن قتيبة: والقلوب أطيب ما في الطير، فهي تأتي به فراخها. انتهى. وقال غيره: إنَّ العقاب تأكل الطيور إلاَّ قلوبها. وأنشد هذا البيت، وقول صخر الغي الهذلي:
كأنَّ قلوب الطَّير في جوف وكرها ... نوى القسب ملقى عند بعض المآدب
جمع مآدبة، وهي الدعوة التي يتخذها الإنسان لأصحابه، فيكون المراد بالرطب واليابس: الجديد والقديم، والوكر بالفتح: عشُّ الطائر أين كان في جبل أو شجر، والعنّاب: ثمر معروف، والحشف بفتح الحاء المهملة، والشين المعجمة: أردأ التمر، وهو الذي يجف من غير نضج ول إدراك، فلا يكون له لحم، الواحدة حشفة، شبه القلب الرطب بالعناب في الحمرة، واليابس منه بالحشف البالي في اليبوسة والسواد. قال المبرد: هذا البيت بإجماع الرواة أحسن ما جاء في تشبيه شيئين مختلفين في حالين مختلفين. انتهى. وهو من شواهد علماء البيان للتشبيه الملفوف، وهو أن يؤتى بالمشبهات أولاً بعطف أو غيره، ثمَّ بالمشبه بها كذلك، وقد ضمّن ابن نباتة المصري المصراع الثاني، وقد دنا من امرأة مخضوبة البنان، فلم ينعظ ذكره، فقال: