للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن همزة اتسع همزة وصل، وقد قطعها الشاعر هنا في الدرج للضرورة، وحسنَّه هنا أنه في أول الشطر الثاني. قال ابن عصفور في كتاب "الضرائر": قطع ألف الوصل في الدرج إجراء لها مجراها في حال ابتدأها أكثر ما يكون ذلك في أولَّ النصف الثاني، قال حسان:

لتسمعنَّ وشيكًا في دياركم ... الله أكبر يا ثارات عثمانا

وقال:

ولا يبادر في الشِّتاء وليدنا ... القدر ينزلها بغير جعال

ألا ترى أنَّ همزة الوصل الداخلة علي لام التَّعريف مقطوعة، وقال آخر:

اتَّسع الخرق على الرّاقع

ألا ترى أنه قطع ألف اتسع، وهي ألف وصل، وقد يقطع في حشو البيت، وذلك قليل، ومنه قول ابن الخطيم:

إذا جاوز الاثنين سرُّ فإنَّه ... بنثّ وتكثير الوشاه قمين

والبيت من شواهد سيبويه في باب "لا النافية للجنس" قال الاعلم: الشّاهد فيه نصب المعطوف، وتنوينه علي إلغاء لا الثانية وزيادتها لتأكيد النفي، ولو رفعت الخلة على الموضع لجاز. وصف شدة إصابته تبرأ منه فيها الولي والصديق وضرب اتساع الخرق مثلًا لتفاقم الأمر، وقطع الألف من "اتسع" ضرورة، وساغ له ذلك لأنَّ الشطر يوقف عليه، ثمَّ يستأنف ما بعده فيبتدأ به. انتهى. وحكى ابن جني في "اعراب الحماسة" عن يونس أن "خلةً" مما نون اضطرارًا وأنَّ الحركة بل التنوين حركة بناء لا حركة إعراب، وإنما دخل التنوين لخلة اضطرارًا لإقامة الوزن، وأنه إنما أراد: ولا خلة، فكما أنَّ ضمة راء "مطر" من قوله:

سلام الله يا مطرُ عليها

<<  <  ج: ص:  >  >>