للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن عصفور: لا يجوز جعل الفعل جوابًا للشرط إذا توسط بينه وبين القسم واللام في "لئن" في تلك الأبيات ينبغي أن تكون زائدة.

وأقول: إنَّ ابن عصفور لم يذكر دليلًا على امتناع ما ذكره المصنف، بل عمد إلى الأدلة فأخرجها عن ظاهرها بغير موجب، وحكم بزيادة اللام مع إمكان القوم بعدم الزيادة.

وبعد، فلا يخفى على الناظر وجه الصواب، والوقوف على ما ورد عن العرب، حيث لا مانع يمنع من الحمل على ظاهر ما ورد عنهم. هذا كلامه، وهو كأبي حيان وابن عصفور لم يقفوا على كلام الفراء.

والبيت من قصيدة طويلة لذي الرمة، كلها نسيب بميَّته، وفي أوائلها بيت يأتي في الباب الخامس. وهذه أبيات منها:

قد احتملت ميُّ فهاتيكَ دارها ... بها السُّحم تردي والحمام الموشَّح

ولمَّا شكوت الحبَّ كيما تثيبني ... بوجدي قالت إنَّما أنت تمزحُ

بعادًا وإدلالًا عليَّ وقد رأت ... ضمير الهوى قد كاد بالجسمِ يَبرح

أبيت على ميّ حزينًا وبعلها ... يبيت على مثل النَّقا يتبطَّح

لئن كانت الدنيا عليَّ كما أرى .. البيت

قال جامع ديوانه: السُّحم: الغربان، والحمام الموشّح: القماري. وتثيبني: تجزيني، وبعادًا مباعدة، ويبرح من أبرح، أي: يشقُّ بالجسم مشقة، وتباريح: عذاب ومشقّة. انتهى.

وقد أورد المبرّد البيت مع أبيات أخر من القصيدة كذا:

تباريح من ذكراك للموت أروح

وقال: التباريح الشدائد، يقال: برَّح بي تبريحًا، ويقال: ما لقيت منك برحًا يا فتى، والعرب لا تعرفه إلَّا ساكن الراء. انتهى. وعليه فالبيت جار على نهج

<<  <  ج: ص:  >  >>