وأميّة بن أبي الصّلت من ثقيف. قال ابن قتيبة في كتاب "الشّعراء": وكان قد قرأ الكتب المتقدّمة، ورغب عن عبادة الأوثان. واسم أبي الصّلت: عبد الله بن ربيعة ابن عوف بن أميَّة، وكان يخبر أن نبيًّا يخرج قد أطَّل زمانه، وكان يؤمِّل أن يكون ذلك النّبي، فلمَّا بلغه خروج النبيّ صلى الله عليه وسلّم كفر به حسدًا له، ولمّا أنشد النّبيُّ صلى الله عليه وسلّم شعره قال:"آمن لسانه وكفر قلبه" وأتى بألفاظ كثيرة لا تعرفها العرب، وكان يأخذها من الكتب:
بآية قام ينطق كلُّ شيءٍ ... وخان أمانة الدّيك الغراب
وزعم أنَّ الديك كان نديمًا للغراب، فرهنه على الخمر، وغدر به، وتركه عند الخمّار، فجعله الخمّار حارسًا. ومنها قوله:
قمرٌ وساهور يسلُّ ويغمد
وزعم أهل الكتاب أنَّ السّاهور غلاف القمر، يدخل فيه إذا انكسف، وكان يسمِّي السّماوات: صاقورة وحاقورة، ويقول: وأبدت الثّغرورا يريد الثّغر. وعلماؤنا لا يرون شعره حجّة على الكتاب، ولما حضرته الوفاة قال: كلّ عيش وإن تطاول ... البيت. ليتني كنت ما قد .. البيت. هذا آخر ما ذكره ابن قتيبة.
وله قصيدة جيّدة في مدح النّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يوفق للإسلام، وقد ذكرناها في ترجمته في الشّاهد السادس والثَّلاثين من أوائل شواهد الرَّضي.
وأنشد بعده:
آليت حبَّ العراق الدَّهر أطعمه ... والحبُّ يأكله في القرية السُّوس
وتقدَّم شرحه في الإنشاد السّابع والثّلاثين بعد المائة.