للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَدَسَّتْ رَسُولًا مِنْ بِعِيدٍ بآيَةٍ ... بأنْ حَيِّهِمْ واسْألهُمُ ما تمَوَّلُوا

فَحَيَّيْتُ عَنْ شَحْطٍ فخيرٌ حديثُنا ... ولا يأمَنُ الأيّامَ إلَّا مُضَلَّلُ

لَنا فَرَسٌ مِنْ صالِحِ الخيْلِ نِبْتغي ... عليهِ عَطاءَ اللهِ واللهُ يَنْحَلُ

يَرُدُّ علينَا العِيرَ من دُونِ إلْفِهِ ... بِقَرْقرةٍ والنَّقْعُ لا يَتِزَيَّلُ

وَحُمْرٌ مُدَمّاتٌ كَأنَّ ظُهُورَها ... ذُرى كُثُبٍ قَدْ بلَّها الطَّلُّ من علُ

عَلَيْها مِنَ الدَّهْنَا عَتيقٌ وَمَوْرَةٌ ... مِنَ الحَزْنِ كُلًّا بالمَرَابعِ تَأكُلُ

وفي جِسْمِ رَاعِيها شُحُوبٌ كأنَّهُ ... هُزَالٌ رَمى مِنْ قِلَّةِ الطَّعْمِ يَهْزُلُ

فَلَا الجَارَةُ الدُّنيَا لَها تَلْحَيَنَّها ... ولَا الضَّيْفُ منها إنْ أقامَ مُحَوَّلُ

إذا هَتَكَتْ أطنا بيتٍ وأهْلِهِ ... بمَعْطِنِها لم يوردوا الماءَ قَيَّلُوا

وما قَمْعُنا فيها الوِطابَ وحَوْلَنَا ... بُيُوتٌ عليْنَا كُلُّها فُوه مُقْبِلُ

أرى أمَّنا أضْحَتْ علينَا كأنما ... تجَلَّلَها من نافِضِ الوِرْدِ أفْكَلُ

رَأتْ رَجُلًا كيصىً يزَمِّلُ وَطْبَهُ ... فيأتي بِهِ البادِينَ وهُوَ مُزّمَّلُ

فَلَمَّا رَأتْهُ أُمُّنَا رَأيَ عَيْنِها ... وقَالَتْ أبُونا هَكذا سَوْفَ يَفْعَلُ

وقَالَتْ فُلانٌ قَدْ أعَاشَ عِيَالَهُ ... وَأوْدَى عِيَالٌ آخَرُونَ فَهَزَّلُوا

وَقَسَّمَ بينَ النَّاسِ رِسْلَ لِقَاحِنا ... وَقَدْ كانَ فيها للْمَحالِبِ مَهْبَلُ

إذا وَرَدَتْ فآثِرَنَّ عِيَالَنَا ... على كُلِّ حَقٍّ واشْرَبُوا وتَثَمَّلُوا

ألمْ يكُ صبيانٌ أعانُوا ومَجْلِسٌ ... قَرِيبٌ فَنَخْزَى إذْ يحلُّ ويحْمِلُ

عَلَيْهِنَّ يَوْمَ الوِرْدِ حَقٌّ وَحُرْمَةٌ ... وَهُنَّ غَداةَ الغِبِّ عندَكِ حُفَّلُ

فإن تَصْدُرِي يحْلِبْنَ دُونكِ حَلَبةً ... وإنْ تحْضُري يلبّثْ عليكِ المُعَجَّلُ

قوله: تأبَّد، أي: سكنها الآبدة، وهي الوحش. وجمرة، بالجيم والواو المهملة: اسم امرأته التي طلَّقها، قال صاحب "الأغاني": لما فارق النّمر بن تولب جمرة، جزع عليها جزعًا شديدًا حتى خيف عليه، فذكروا له امرأة من فخذه الأدنين يقال

<<  <  ج: ص:  >  >>