للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها: دعد موصوفة بالجمال، فتزوَّجها ووقعت من قلبه موقعًا، وشغلته عن جمرة، وفيها يقول:

أهيمُ بدَعْدٍ ما حَييتُ وَإنْ أَمُتْ ... فواكَبِدا ممّا لَقِيتُ عَلى دعْدِ

قال: والنّاس يروون هذا البيت لنُصَيْب، وهو خطأ. انتهى.

وهو من قصيدة له أوَّلها:

أشاقَتْكَ أطْلالٌ دوارِسُ من دَعْدِ ... خلاءٌ مَغانيها كحاشيةِ البُرْدِ

وقوله: والنّاسُ يروونه لنُصَيْب .. الخ، ليس الأمر كما زعم، فإنّ بيت نُصَيْبٍ غيره، وهو:

أهيمُ بدَعْدٍ ما حيّيتُ وَإنْ أَمُتْ ... فوا حَزَني مَن ذا بهيمُ بها بَعْدِي

والمصراع الأوَّل مأخوذ من بيت النّمر. وحكاية بيت نُصَيْب هذا مع السَّيدة سكينة بنت الحسين مشهورة. ومأسَل: موضع في ديار بني ضبّة، وإليه تنسب دارة مأسَل، كذا في "معجم ما استعجم" لأبي عُبيد البكري. وقال الهجري: مأسَل: قرية ونخيل، وشَراء، بفتح الشّين المعجمة والرّاء المهملة والمدَ، قال أبو عبيدة: لا ينصرف؛ لأنه اسم أرض، وقال الأصمعى: مبنيّ على الكسر كحذام، واستشهد بهذا البيت. وقال السّكوني: هو جبل شامخ لبني ليث، وبني ظفر من بني سليمة، وهو دون عسفان من عن يسارها، وفيه عقبة تذهب إلى ناحية الحجاز لمن سلك من عسفان يقال لها: الخريطة، مرتفعة جدًا، وهي جبل صلد لا ينبت شيئًا، كذا في "معجم البكري" أيضًا. وقوله: ودسّت، أي: أرسلت بخفية، وفاعله صمير جمرة. وقوله: بآية، أي: بعلامة، أي: قالت له: اذهب إلى من علامته كذا وكذا، وحيهم: فعل من التحيّة، تعني: سلّم عليهم، وادع لهم بالبقاء، واسألهم أيّ شيء استفادوه بعدنا واتخذوه مالًا، والمال عند العرب: الماشية والأنعام، وجمع ضمير الغائب؛ لأنَّ المحيا والمسؤول هو ومن يتعلّق به، ويمكن أن يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>