من تعظيم الغائب، كما يعظم المخاطب بضمير الجمع، وإليه ذهب البيضاوي في سورة يونس في قوله تعالى:(مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ)[الآية/ ٨٣] فإنَّه قال: الضَّمير في ملئهم لفرعون، جمععه على ما هو المعتاد في ضمير العظماء، وقال شراحه: أيُّ قدر لفرعون عند الله حتى يعبّر عنه بصيغة التّعظيم؟ وكذا قال المصنّف في "الأوضح" في: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ)[الأحزاب/ ٥٦] قال: لا يجوز كون يصلّون خبر إنِّ، إلَّا إن قدرت الواو للتّعظيم، مثلها في:(قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ)[المؤمنون/ ٩٩] وقوله: فحييت، الفاء عاطفة على حَيّا "رسولها" المحذوف، وهو معطوف على دسّت، والشحط: البعد، وقوله: فخير حديثنا، أي: فقلت: خبرنا حسن، فخير: خبر مقدّم، وحديثنا مبتدأ مؤخّر، والجملة محكيّة بالقول المحذوف.
وقوله: لنا فرس ... الخ، هذا جواب عن قولها: ما تمولوا، ونبتغي: نطلب، ويريد بعطاء الله: ما يغنمه من الغزو والصّيد، وما أشبه ذلك، يقال: نحله: أعطاه، وروي:"والله يخبل" أي: يمنح، يقال: أخبلته أي: أعرته، والفرس هنا مذكّر بدليل ضميره.
وقوله: يردّ علينا، أي: الفرس، والجملة صفة له، والعير: مفعول يردّ، وهو الذكر من حمير الوحش، وإلفه: أنثاه، وإنما خصّه بدون أنثاه، لأنّه في انفراده يكون عدوه غاية لا تلحق، وإذا كانت معه ربما فتر لأجلها، فإنّه شديد الغيرة لا يتركها. والقرقرة: الأرض المستوية ليس فيها شجر، والنّقع: الغبار، ويتزيّل: ينفصل، يقول: يصرع العير قبل أن ينقطع الغبار، وهذا غاية في شدَّة الجري، وقد أخذ المصراع الأوَّل من قول زهير بن أبي سلمى: