للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ممّا شرحنا أنَّ الضّمائر راجعة إلى الحمر المدمّاة، ولم يصب العيني في قوله: الضّمائر لجمرة المرأة المذكورة في المطلع.

وقوله: إذا هتكت .. الخ، يقول: إذا قربت الإبل من بيت وطئته فأهتكت أطنابه، كما تقول: بنو فلان يطؤهم الطّريق، أي: هم قريب من الطّريق، كما قال قبله ابن هرمة:

أغْشى الطّريقَ بقُبَّني ورُواقِها ... وأحلُّ في نَشَزِ الرُّبا فأقِيمُ

إنَّ امْرًا جَعَلَ الطّريقَ لبيْتِهِ ... طُنُبًا وأنكرَ حقَّهُ للَئِيمُ

والمَعطِن، بفتح الميم وكسر الطّاء، والعَطَن بفتحتين: هو مبرك الإبل عند الماء لتشرب العلل، وهو الشّرب الثّاني، فإذا استوفت ردَّت إلى المرعى، يقال: قَيَّله فتقيّل، أي: سقاه نصف النّهار فشرب، والقّيْل: شرب نصف النّهار، ومفعول يوردوا محذوف، أي: لم يورد أهل ذلك البيت إبلهم الماء، ذلك لاستغنائهم بألبان هذه الإبل، لأنَّ الكرماء يسقون ألبان إبلهم في العطن من ساعدهم في سقيها، ومن مرَّ بهم. ومفعول قيّلوا محذوف، أي: سقى أهل ذلك البيت بعضهم بعضًا قَيْلًا من ألبان هذه الإبل. و"لم يوردوا": جواب إذا، وجملة "قيّلوا" استئناف بياني.

وقوله: وما قمعنا .. الخ، يقال: قمعت الوطب: إذا وضعت القِمَعض في فمه لتصبَّ فيه لبنًا، وقمعت القربة: إذا ثنبت فمها إلى خارجها، والقِمع بكسر القاف وفتح الميم وتسكن: ما يصبّ فيه الدّهن وغيره، والوطب: سقاه اللّبن خاصّة، وما: استفهاميّة تعجّبية، أي: كيف نملأ الوطاب من هذه الإبل، وحولنا قوم محتاجون؟ ! فجملة: "وحولنا بيوت" حال من ضمير المتكلّم مع الغير، والعامل المصدر، وكلّها: مبتدأ، وفوه: بدل اشتمال منه، ومقبل: خبر والجملة صفة بيوت، أي: واحدٍ منهم يرانا ويرى إبلنا، فكيف نملأ الوطاب.

وقوله: أرى أمّنا .. الخ، أمّه هنا امرأته، وهي أمّ منزله، ويقال للرَّجل: أبو المنزل، وتجلّلها: عمّها وغشاها والوِرد بالكسر: الحمّى، والنّافض: ذات الرّعدة منها، والأفكل: الرّعدة، وهو منصرف، ومن نافض: كان صفة لأفكل،

<<  <  ج: ص:  >  >>