للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله ويومًا توافينا .. الخ, يومًا: ظرف متعلق بتوافينا, ولا يجوز أن يجر يجعل الواو واو رب, لأنه لم يرد إنشاء التكثير أو التقليل, وإنما أخبر عن أحوالها في الأيام. ولم يتنبه العيني, وله العذر, لأنه لم يقف على ما بعده, فقال: وأنشده بعض شراح «المفصل» بالجر, وقال: الواو فيه واو رب, وتوافينا: تأتينا, يقال: وافيته موافاة إذا أتيته, وقال ابن الملا: توافينا: إما بلفظ الغيبة, أو بلفظ الخطاب للمرأة على ما صرح به العيني, فيكون التقدير في حذف الاسم على الاحتمالين: كأنها, أو: كأنك, هذا كلامه.

وما نقله عن العيني غير موجود, وإنما قال: توافينا: فعل مضارع, وفاعله مستتر فيه, وهو الضمير الراجع إلى المرأة التي يمدحها. انتهى. وقوله: أو بلفظ الخطاب للمرأة, هذا إنما يصح لو قال: توافيننا, بنونين. وقال العيني, وتبعه السيوطي: الموافاة: هي المقابلة بالإحسان والخير والمجازاة الحسنة, وفاعل توافينا ضمير المرأة التي يمدحها, والباء في قوله: بوجه, بمعنى مع. انتهى.

والمقسم: المحسن, قال الأعلم: وأصله من القسيمات, وهي مجاري الدموع وأعالي الوجه, ويقال لها أيضًا: التناصف, لأنها في منتصف الوجه إذا قسم, وهي أحسن ما في الوجه وأنوره, فينسب إليها الحسن فيقال: له: القسام, الظهوره هناك وتبينه. انتهى. وقال المبرد في «الكامل»: زعم أبو عبيدة أن القسمات مجاري الدموع, واحدتها: قسمة, بكسر السين فيهما, وقال الأصمعي: القسمات: أعالي الوجوه, ولم يبينه بأكثر من هذا, وقول أبي عبيدة مشروح, ويقال من هذا: رجل قسيم, ورجل مقدم, ووجه قسيم ومقسم, وأنشد البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>