للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنَّ الشَّاعر لم يقصد أنهم سيفعلون كذا، فإنَّ المدح بذلك تقصير، وإنما قصد أنهم على صفة ثابتة من شرف الهمَّة بحيث إنهم متى حاربوا، كفّوا عن النساء، وكلّ ذلك ماض من أفعالهم، وإنما وردت إذا هنا دون إذ لأنَّ إذا تعطي المادح أن هذه عادتهم المألوفة لهم ليس أنهم فعلوا ذلك مرّة واحدة في الدّنيا أو هذا كقولك: كنت عادتهم المألوفة لهم ليس أنهم فعلوا ذلك مرّ! ة واحدة في الدنيا أو هذا كقولك: كنت صابرًا إذا ضربت، وكان فلان جوادًا إذا سُئل، ثمَّ إني أقول إن صح: لو تكرمني غدًا أكرمتك، يكون قد صحَّ أنَّ ما بعدها يكون ماضيًا ومستقبلًا، فتكون لما سيقع لوقوع غيره، وليست في ذلك معارة معنى إن، ولا محمولة عليها. وذهب المبرّد في "الكامل" إلى أن "لو" بمعنى "إن" في (وَلَوِ افْتَدَى بِهِ) [آل عمران/ ٩١] وفي (وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) [يوسف/ ١٧].

وفي: ولوْ خالَهسا تَخْفَى على النَّاسِ تُعْلَمْ

وفي: وَلَوْ تَكَبَّسَ أوْ كانَ ابنَ أحْذارِ

وفي: ولَوْ قطَّعُوا رأسي لديك وأوصالي

والاستقبال في "ما" بعد "لو" في هذا ظاهر ومن كلامهم: "ادفع الشَّرَّ ولو كانَ أصبعا" و"التمس ولو خاتمًا من حديد" وإن لا تصلح هنا. وتجد "لو" تقع بين العامل والمعمول كثيرًا نحو: اضرب زيدًا ولو قاعدًا، واملأ الإناءَ ولو ماءً، واضرب ولو زيدًا، وليقم ولو بكر. ولا يجوز أن

<<  <  ج: ص:  >  >>