للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصلح هنا "إن" ولست أدري ألذلك معنى، أم مجرّد استعمال؟ والاستقبال في هذا ظاهر. وينظر في أجوبة "لو" في هذه الأشياء، وفي تحقيق معناها، فقد بقي عليّ في ذلك نظر. هذا آخر كلام ابن الحاج ونقلته من "تذكرة أبي حيّان".

والبيت آخر قصيدة للأخطل النّصراني، قال السكري جامع ديوانه: مدح بها يزيد بن معاوية، وهذا أوّل المديح:

إني حَلَفْتُ بِرَبِّ الرَّاقِصَاتِ ومَا ... أضحى بمكةَ مِنْ حُجْبٍ وأستارِ

وبالهَديِّ إذَا احْمَرَّتْ مَذَارِعُهَا ... في يومِ نسكٍ وتشريقٍ وتنحارِ

وما بزمزمَ مِنْ شُمْطٍ مُحَلِّقَة ... وما بيثرِبَ مِنْ عُونٍ وأبْكارِ

لألجأتَني قُرَيْشٌ خائفًا وَجِلًا ... ومولتني قُرّيشٌ بَعْدَ إقتارِ

المنعمون بنو حربٍ وقد حدقت ... بيَ المنيةُ واستبطأتُ أنصاري

بهِمْ تكَشَّفُ عَنْ أحيَائها ظُلَمٌ ... حتى ترَفَّعَ عَنْ سمعٍ وأبصارِ

قومٌ إذا حاربوا شدُّوا مآزرَهُمْ ... البيت ...

ومن أوّل القصيدة إلى ما ابتدأنا منه نسيب، وذكر خمر ونديم، ومنها:

وشاربٍ مُرْبِحٍ بالكأسِ نادمني ... لا بالحصورِ ولا فيها بسوارِ

نازعتُه طيِّبَ الراحِ الشمولِ وقد ... صاح الدجاجُ وحانت وقفةُ الساري

واستشهد به صاحب "الكشاف" على أنَّ الحصور هو الذي لا يدخلُ معهم في الميسر، لأنه كان عندهم من أفحش البخل. و"ربّ" مقدرة بعد الواو، والمربح: الذي يشتري الخمر بربح كأنه يجعل صاحبها رابحًا بأكثر مما تساوي، وإن شط بائعها في السوم، وقوله: لا بالحصور، أي: لا هو بالحصور، و"لا" ليست عاملة، ولهذا كررت، والباء تزاد في الخبر المنفي مطلقًا، وأخطأ خضر الموصلي في زعمه أنَّ "لا" عاملة عمل ليس بدليل زيادة الباء، وغفل عن أنها لا تعمل إلا في النكرة. وأنَّ الباء يجوز زيادتها قياسًا في كل خبر منفي. وسوار: معربد، من ساوره، إذا واثبه. ونازعته/ حاذيته، والدَّجاج هنا: الدّيك، والسَّاري: الذي يقوم سحرًا ليسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>