كأن جيد الأرض يبليك عنهم ... تقي اليمين بعد عهدك حالف
بها العين والآرام تزجي سخالها ... فطيم ودان للفطام وناصف
جديد الأرض: ما ليس به أثر ولم يدمن, أي: لم يجعل دمنة من بعر الآرام وبولها. ويبليك: يحلف لك ما كان ههنا أحد من شدة ما درس الأثر وانمحى, من الإبلاء وهو الحلف, يقال: أبلني يمينًا, أي: احلف. وقال: تقي اليمين, لأنهم يقولون: يمين فاجرة, يريد: هذه يمين لا إثم فيها.
والعين: بقر الوحش جمع عيناء, وهي الواسعة العين. والآرام: الظباء الخاصة البياض جمع ريم للذكر والأنثى, وتزجي سخالها: تسوق أولادها.
والناصف: الذي قد سعى, أي: بعضها فظيم, وبعضها دان وبعضها ناصف.
وقد سألت عني الوشاة فخبرت ... وقد نشرت منها لدي الصحائف
فاعل سألت ضمير أميمة, والواشي: الذي يزين الكذب ويحسنه, أخذ من وشي الثوب. وقوله: فخبرت بالبناء للمجهول, أي: أخبرها الوشاة خبري, وقوله: وقد نشرت بالمجهول أيضًا, أي: ونشر الوشاة صحائفها عندي فأخبرني بخبرها.
ثم بعد أن تغزل بثلاثة أبيات أخر, قال:
وأدماء مثل الفحل يومًا عرضتها ... لرحلي فيها جرأة وتقاذف
وروي: «فيها هزة وتقاذف» والهزة: الحركة السريعة, ومعنى فيها تقاذف: أنها تعدو براكبها, وقوله: عرضتها, أي: جعلتها عرضة لرحلي, يقال: فلاتة عرضة للزوج, أي: قد بلغت وقويت عليه, والرحل: مركب للبعير يتخذ من جلود لا خشب فيه يتخذ للركض الشديد, ورحل البعير كمنع للبعير يتخذ من جلود لا خشب فيه يتخذ للركض الشديد, ورحل البعير كمنع, وارتحله: وضع عليه الرحل.
ثم بعد أن نعتها بالسرعة والنجابة وكمال الخلقة في ستة عشر بيتًا قال: