كأني كسوت الرحل أحقب قاربًا ... له بجنوب الشيطين مساوف
يقول: كأني جعلت رحلي على أحقب, وهو حمار الوحش, سمي أحقب لبياض في موضع الحقيبة منه, وقيل: الذي في موضع البطن منه بياض. والقارب: الذي قرب من الماء. وجنوب بالضم: جمع جنب, والشيطان فيعلان, بكسر العين: اسم مكان. ومساوف: جمع مسوف وهو مكان السوف, أي: الشم. يقول: قد بالت الحمر فيه فهو يشمها. وقال غير الأصمعي: أراد بالمساوف هنا مراعي, قال: وأصل السوف الشم, شبه ناقته بالحمار الوحشي, وهو في الجلادة والسرعة والقوة والصبر مثل, ووصف الأحقب بالقارب لأنه أشد لسرعته وعدوه, لأن الحيوان إذا قرب من الماء وهو عطشان اشتد حرصه للشرب, فيكون سعيه إليه حثيثًا وشده شديدًا, ووصفه بالمصراع الثاني, لأنه إذا كان قريبًا من المرعى وهو جائع يجهد نفسه إليه, فالشاعر شبه ناقته بحمار الوحش الذي هذه صفته, وإذا كان بهذه الصفة فلا شيء أسرع منه.
يقلب قيدودًا كأن سراتها ... صفا مدهن قد زلقته الزحالف
يصرف حقباء العجيزة سمحجاً ... لها ندب من زره ومناسف
يقلب, أي: يصرف هذا الحمار, والقيدود بالقاف: الأتان الطويله, والسراة بالفتح: الظهر, والصفا: الحجارة المساء, والمدهن بضم الميم والهاء:
نقرة تكون في الجبل يستنقه فيها الماء, والجمع مداهن, والزحالف: جمع زحاوفة, وهي آثار أراجيح الصبيان على الميدان.
والحقباء: مؤنث الأحقب, وهي الأتان التي في موضع الحقيبة منها بياض, والسمحسج بتقديم المهملة على الجيم كجعفر: الطويلة على وجه الأرض, والندب