للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرفوع بالعطف على لبس، قال سيبويه: لما لم يستقم له أن يحمل وتقر وهو فعل على لبس وهو اسم، ولما ضممته إلى الاسم، وجعلت أحب لهما، ولم ترد قطعه، لم يكن بد من إضمار أن. انتهى. قال الأعلم: نصب تقرّ بإضمار أن ليعطف على لبس، لأنه اسم، وتقر فعل، فلم يمكن عطفه عليه [فحمل] على إضمار أن، لأنَّ أن وما بعدها اسم، فعطف اسمًا على اسم، وجعل الخبر عنهما واحدًا وهو أحب والمعنى للبس عباءة مع قرة العين، وصفاء العيش أحبّ إليَّ من لبس الشفوف مع سخنة العين ونكد العيش.

وقال ابن هشام اللخمي في "شرح أبيات الجمل": ولو رفعت تقر لجاز على أن ينزَّل الفعل منزلة المصدر على نحو قولهم:

"تسمع بالمعيدي" فتسمع منزل منزلة سماعك، وكقول جرير يعني الفرزدق:

نفاكَ الأغَرُّ ابنُ عبدِ العزيزِ ... وحقُّكَ تُنْفَى مِنَ المسجِدِ

وقول امرئ القيس:

قدمعهما سحٌّ وسكبٌ وديمةٌ ... ورشٌ وتوكافٌ وتنهمِلانِ

قال يريد: وحقُّك النفيُ، وانهمالٌ. انتهى.

والبيت من أبيات لميسون بنت بحدل الكلبية، وهي:

لبيتٌ تخفُقُ الأرواحُ فيهِ ... أحبُّ إليَّ مِنْ قصرٍ مُنيفِ

وبكرٌ يتبَعُ الأظعَانَ سَقْبًا ... أحبُّ إليَّ مِنْ بغلٍ زَفُوفِ

وكلبٌ ينبَحُ الطُّرَّاقَ عنِّي ... أحبُّ إليَّ مِنْ قِطٍّ أَلُوفِ

ولُبْسُ عباءةٍ وتقرَّ عيني ... أحبُّ إليَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوفِ

وأكْلُ كُسَيرةٍ في كِسْرِ بيتٍ ... أحبُّ إليَّ مِنْ أَكْلِ الرَّغِيفِ

<<  <  ج: ص:  >  >>