للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا كانوا جوزوا مثل هذا على قلة في الشرط في نحو: إن تأتني، فتكرمني آتك، بنصب تكرم، فتجويز ذلك في لو أولى لدلالتها على انتفاء الشرط وضعًا، وهذا الوجه أولى من الأول لأن في ذلك أضمر أن في غير محلها. انتهى.

والبيت من قصيدة لمهلهل رثى بها أخاه كليبًا، وذكر فيها أنه أدرك بثأره ومطلعها:

أليتَنَا بذي حُسُمٍ أنيرِي ... إذَا أنتِ انقضيتِ فلَا تَحُوري

فإنْ يَكُ بالذَّنَائبِ طال لَيْلي ... فقدْ أبكِي من الليلِ القصيرِ

وأنقذني بياضُ الصبحِ منهَا ... لقد أُنقِذْتُ مِنْ شرٍ كبيرِ

ثمَّ وصف نجومَ الليلِ في ثمانية أبياتٍ فقال:

فلو نُبِشَ المقابرُ عن كليبٍ .. إلى آخر البيتين

فإني قد تركتُ بواردات ... يُجيرًا في دَمٍ مِثْلِ العَبيرِ

وهّمَّامَ بنَ مُرَّةَ قَدْ تَرَكْنَا ... عليهِ القشعَمَانِ من النُّسورِ

على أن ليس عدلًا من كُليبٍ ... إذا طُرِدَ اليتيمُ عنِ الجزورِ

على أن ليس عدلًا من كُليبٍ ... إذا خِيفَ المخُوفُ مِنَ النُّفُورِ

وكرّر المصراع الأول في ستة أبيات أخر كذا، وقال:

فِدِّى لِبَني الشقيقةِ يومَ جاؤوا ... كأُسْدِ الغابِ لجَّتْ في زَئِيرِ

إلى أن قال بعد ستة أبيات:

كأّنَّا غُدْوَةً وبني أبينا ... بجنبِ عُنيزة رحيَا مُديرِ

تظلُّ الريحُ عاكفةً عليهِمْ ... كأنَّ الخيلَ تدحضُ في غديرِ

فلولا الريحُ أسمعَ أهلَ حجرٍ ... صَليلَ البيضِ تُقْرَعُ بالذُّكُورِ

وهذا آخر القصيدة، وقوله: أليتنا .. الخ، الهمزة للنداء، وذو حُسم بضم الحاء والسين المهملتين: واد بنجد، قاله أبو عبيد البكري، وأنشد هذا البيت، وأنيري: أمر لتلك الليلة بالإنارة، وتحوري بالحاء المهملة: مضارع حار: إذا رجع،

<<  <  ج: ص:  >  >>