للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شكى شدة الليل عليه مع ظلامه. وقوله: فإن يك بالذنائب .. إلخ، قال القالي في "أماليه": يقول: إن طال بهذا الموضع لِقتل أخي، فقد كنت أستقصر الليل وهو حي. انتهى.

قال الصاغاني في "العباب": الذنائب ثلاث هضبات بنجد، وبها قبر كليب وائل، وأنشد هذا البيت.

وقوله: ولو نبش المقابر .. إلخ، أي: لو كشف تراب المقابر عن كليب، فأخبر عن الإدراك بثأره، لقرّ عينًا وسُرَّ بذلك. قال أبو عبيدة البكري في "اللآلي شرح أمالي القالي": اسم كليب: وائل، وكنيته: أبو الماجدةـ، وإنما لقب كُليبًا بالجِروِ الذي اتخذه. انتهى.

وقال حمزة الأصفهاني في أمثاله "أعز من كليب" بلغ من عزه أنه كان يحمي الكلأ، فلا يُقرب حماه، ويعمِد إلى الروضة تعجبه، فيشد قوائم كلب، ويلقيه في وسط الروضة فحيث بلغ عواء الكلب كان حمىً لا يرعى، وكان إذا أتى الماء وقد سُبِقَ إليه أخذ الماتح فألقى عليه الكلاب حتى تنهشه، وكان يجير الصيد فلا يهاج. انتهى.

وقال ابن عبد ربه في "العقد الفريد": كليب بن ربيعة هو الذي يقال فيه: أعزّ من كليب وائل، وقاد معدًا كلها، وجعلوا له تاج الملك وتحيته، فغبر بذلك حينًا، ثم دخله زهو شديد، وبغى على قومه حتى بلغ من بغيه أنه كان يحمي مواقع السحاب، فلا يرعى حماه، ويجير على الدَّهر، فلا تخفر ذمته، ويقول: وحش كذا في جواري فلا يُهاج، ولا يورد أحد مع إبله، وتزوج جليلة بنت مرة بن ذهل بن شيبان، وأخوها جساس بن مرة، وكانت البسوس [بنت منقذ التميمية، خالة جساس بن مرة، وكانت] نازلة في بني شيبان مجاورة لجساس، وكانت لها ناقة يقال لها: سراب، كقطام، ولها تقول العرب: "أشأم من البسوس، وأشأم من سراب" فمرت إبل لكليب بسراب ناقة البسوس، فاختلطت بها حتى انتهت إلى كليب وهو على الحوض، فلما رآها أنكرها فرمى ضرعها بسهم، فنفرت الناقة وهي ترغو، فلما رأتها البسوس، صاحت: واذلَّاه فأحمست جسّاسًا، فركب

<<  <  ج: ص:  >  >>