لأنَّ قتالهم كان بالجزيرة، وحجر قصبة اليمامة، وبين الموضعين مسافة عظيمة، فعبر عن الغلو بالكذب. انتهى كلامه وهو حسن.
ومهلهل اسمه امرؤ القيس بن ربيعة، وسمي مهلهلًا لأنه هلهل الشعر. أي: أرقّه، وهو أول من قصَّد القصيد. قال الفرزدق:
. . ومُهَلْهِلُ الشَّعَرَاءِ ذاكَ الأوَّلُ
ولم يقل أحد قبله عشرة أبيات، وقال الغزل، واعتنى بالنسيب في شعره، وهو خال امرئ القيس بن حجر صاحب المعلقة، وهو أخو كليب، وهو جاهليّ، وقال أبو عبيد البكري في شرح "الأمالي" تبعًا لغيره: وقيل: اسمه عدي، والشاهد لذلك قوله:
ضربَتْ صدرُها إليَّ وقالَتْ ... يا عديَّا لقد وقتكَ الأواقي
أقول: هذا القول الأخير هو الصحيح، فإنَّ السكري أورد البيت من قصيدة في أشعار تغلب بعد أشعار مهلهل لعدي بن ربيعة يرثي بها مهلهلًا وكليبًا، ويذكر من هلك من قومه في تلك الحروب التي كانت بين بكر وتغلب، وكذا في "العباب" للصاغاني قال في مادة "علق" بالعين المهملة: عدي بن ربيعة يرثي أخاه مهلهلًا، وقال الطوسي: إنما سمّي مهلهلً ببيت قاله لزهير بن جناب وهو:
لمَّا توعَّرَ في الكُرَاعِ هجينُهُمْ ... هلهلتُ أثأرُ مالكًا أو صنبلًا
فأجابه زهير بن جناب بقوله:
إنَّا مهلهلُ ما تطيشُ رماحُنا ... أيامَ ننقُفُ في يديكَ الحنظلا
قال السكري: فكان هذا البيت هو الذي هلهل مهلهلًا. انتهى.