للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عبيد البكري في شرح "نوادر القالي" المسمى "بقرة النواظر في شرح النوادر" الرحيان: إذا أدارهما مدير أثرت إحداهما في الأخرى، وهما من معدن واحد، وكذلك هؤلاء هم من أصل واحد يتماحقون ويقتتلون. انتهى.

وقوله: كأن الخيل تدحض في غدير بالحاء المهملة، والضاد المعجمة، قال القالي: تدحض: تزلق، يقال: مكان دحض ومدحضة ومزلة، وقوله: فلولا الريح أسمع أهل حجرٍ بفتح الحاء المهملة، وسكون الجيم: مدينة وهي قصبة اليمامة، وأهل مفعول، وصليل: فاعل، والصليل: الصوت، والبيض، بفتح الموحدة: الحوذ وهما المغفر واحدهما بيضة وخوذة، وتقرع: يضرب، والقرع: الضرب بشيء صلب على شيء صلب، والذكور جمع ذكر بفتحتين. وهو السيف من الفولاذ. قال القالي: والذكور: السيوف التي عملت من حديد غير أنيث، وحجر: قصبة اليمامة، وحربهم إنما كانت بالجزيرة. انتهى.

وقد أخذ هلا ابيت القُحيف العُقيلي فقال في يوم الفلج:

ولولًا الرِّيحُ أسمعَ أهلَ حجرٍ ... صياحُ البيضِ يقرَعُها النِّصَالُ

قال أبو العباس الأحول: هذا أوَّل كذب سمع في الشعر، وزعم الحاتمي أنَّ دعبل بن علي قال: هذا أكذب بيت قيل. وقال المبرد في "الكامل" عند ذكر مثل هذا: وحدثني التوزي قال: سألت أبا عبيدة عن مثل هذه الأخبار، فقال: إن العجم تكذب، فتقول: كان رجل ثلثُه من نحاس، وثلثُه من نار، وثلثُه من ثلجَ، فتعارضها العرب بهذا وما أشبهه، من ذلك قول مهلهل:

فلولا الريح أسمع .. البيت. انتهى

وقال ابن السيّد في شرح أبيات "أدب الكاتب" قال أبو جعفر بن النحاس: يقال: إنَّ هذا أوَّ كذب سمع في الشعر، وإن قوله: كأنا غدوة، أول تناصف سمع في الشعر. وهذا الذي حكاه غير صحيح، لأنَّ الشعر موضوع على الكذب والتخييل إلا القليل منه، وإنما أراد قائل هذا أن يقول: إن هذا أول غلو سمع في الشعر،

<<  <  ج: ص:  >  >>