وهمام بن مرة: هو أخو جساس بن مرة، قال القالي في "أماليه": قوله: عليه القشعمين، ويروى: عليه القشعمان، فمن رفع جعله حالًا، كأنه قال: وعليه القشعمان من النسور، والقشعم: الهرم. انتهى. وقوله: على أن ليس عدلًا من كليب. قال السيد المرتضى في "أماليه": التكرار في سورة الرحمن إنما حسن للتقرير بالنعم المختلفة المعددة. فكلما ذكر نعمة أنعم بها، قرر بها ووبخ على التكذيب بها، كما يقول الرجل لغيره: ألم أحسن إليك بأن خوَّلتك الأموال؟ ! ألم أحسن إليك بأن خلصتك من المكاره؟ ! ألم أحسن إليك بأن فعلت بك كذا وكذا؟ ! فيحسن فيه التكرير لاختلاف ما يقرره به. وهذا كثير في كلام العرب وأشعارهم، قال مهلهل ابن ربيعة يرثي أخاه كليبًا:
على أنْ ليسَ عدلًا مِنْ كُليبٍ ... إذا طُرِدَ اليتيمُ عنِ الجزورِ
وأنشد الأبيات الثمانية، وأورد أشعارًا على هذا النمط لليلي الأخيلية وغيرها، ثم قال: وهذا المعنى أكثر من أن نحصيه، وهذا هو الجواب عن التكرار في سورة المرسلات لقوله تعالى:(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) فإن قيل: في جملة ذلك ما ليس بنعمة. وهو قوله تعالى:(يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ) الآية [الرحمن/ ٣٥]، قلنا: الإنذار بالعقاب من أكبر النعم، لأن فيه زجرًا عما يستحق به العقاب. انتهى.
وقوله: كأنا غُدوة وبني أبينا، قال ابن السيد في "شرح أبيات أدب الكاتب": يريد ببني أبيه بكر بن وائل، وعنيزة بالتصغير: موضع كما تقدم، وشبه الجيشين برحيين يديرهما مدير للطحن، ورحا الحرب: وسطها، لأنهم يستديرون فيها عند القتال، أو لأنها تُهلك من حصل فيها كما تطحن الرحا الحب، قال ربيعة بن مقروم:
فدارتْ رَحَانا بفُرسانِهِمْ ... فعادُوا كأنْ لم يكونُوا رميما