وقال أبو حيان في شرح قول "التسهيل": وإنَّ وليها اسم، فهو معمول فعل مضمر مفسر بظاهر بعد الاسم، مثال ذلك ما روي في المثل من قولهم:"لو ذات سواء لطمتني"، وقول عمر رضي الله عنه:"لو غيرك قالها يا أبا عبيدة"، وقال الشاعر:
أخِلَّايَ لو غيرُ الحِمَامِ أصابَكُمْ ... عتبت ولكن ما على الدهرِ معتبُ
وقال آخر:
لو غيركم علق الزبيرُ بحبلِهِ ... البيت
وقال آخر:
ولو غيرُ أخوالي أرادوا نقيصتي ... جعلت لهم فوقَ العرانين ميسما
فالأسماء التي وليت لو في هذا كله معمولة لفعل مضمر يفسره ما بعده، كأنه قال: لو لطمتني ذات سوار لطمتني. هذا كلامه، وليس فيه تقييد معمول بالرفع، فيجوز أن يكون بعضها معمولًا للفعل المحذوف بالفاعلية، وبعضها بالمفعولية كما في هذا البيت، وقد صرَّح بنصبه المبرد في "الكامل" قال: "لو" لا يليها إلا الفعل مظهرًا أو مضمرًا، لأنها تشارك حروف الجزاء في ابتداء الفعل وجوابه، تقول: لو جئتني لأعطيتك، فهذا ظهور الفعل، وإضماره قوله تعالى (قُلْ لَوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ)[الإسراء: ١٠٠]، والمعنى: لو تملكون، فهذا الذي رفع "أنتم"، ولما أضمر ظهر بعده ما يفسره، ومثل ذلك "لو ذات سوار لطمتني" أراد: لو لطمتني ذات سوار، ومثله: ولو غير أخوالي أرادوا نقيصتي. البيت. وكذلك قول جرير: لو غيركم علق الزبير بحبله. البيت. فنصب بفعل مضمور يفسره ما بعده، لأنها للفعل وهو في التمثيل: لو علق الزبير غيركم، وكذلك كل شيء للفعل نحو: الاستفهام، والأمر، والنهي، وحروف الفعل نحو: إذ وسوف، وهذا مشروح في كتاب "المقتضب" على حقيقة الشرح. انتهى كلامه.