للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالتْ قريشٌ وللجيرانِ محرمةٌ ... أين الحواري يا فيش البراذين

جُرُّوا بجعثنِ إذ جرَّتْ علانيةً ... وأبغُوا الزبيرَ نجاةً ثم سبوني

يا شبَّ ويلك ما لاقت فتاتكم ... والمنقري جرافٌ غيرُ عنينِ

بالحقٍ أندُبُ يربُوعًا وترفعني ... بحيث تقصر أيدي مالك دوني

لا ترهبُنَّ ورائي ما حييتُ لكم ... جهلَ الغواةِ وخلوهم وخلوني

لو في طهيةَ أحلامٌ لما اعترضوا ... دون الذي كنت أرميه ويرميني

عندي طبيبٌ وقد أحمى مواسمه ... يكوي طهيةَ من داءِ المجانينِ

نبئتُ عقبةَ خَضَّافًا يعيبني ... يا رُبَّ آدرَ مِنْ ميثاء مأفونِ

يا عقب إني من القومِ الذين لهم ... نُعمى عليك وفضلُ غير ممنون

وهذا آخر القصيدة. قوله: ما بال جهلك .. إلخ، الخطاب لنفسه يعظها و"لا" زائدة عند النحويين، وقد شرحناه في الشاهد التاسع والخمسين بعد المائتين. وقوله: ماذا يهيجك إلخ .. ، قال شارح ديوانه: المخترق: البارح من البوارح، أي: الريح الحارة في الصيف، وأفانين: ضروب رياحه، شبه الرياح في اختلافها بالأهوج الذي لا عقل له ولا جهة. انتهى.

وقوله: مجاشع قصب .. إلخ .. ، مجاشع: هو مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وهو أحد أجداد الفرزدق، فإنه ابن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع. والجوف: جمع أجوف وجوفاء، قال في "القاموس": والجوفاء من القنا والشجر: الفارغة، والمكاسر جمع مكسر: وهو موضع الكسر يريد أنهم ضعفاء لا قوة لهم. وقوله: يا شب، هو مرخم شبة بن عقال بن شبة بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع. والجراف بضم الجيم: الكثير الجماع. وقوله: بالحق أندب يربوعًا .. إلخ. يربوع: أبو قبيلة جرير، وهو يربوع بن حنظلة المذكور، ويجتمع نسب الفرزدق وجرير عند حنظلة، والفرزدق ينتهي نسبه إلى دارم بن مالك بن حنظلة، وجرير ينتهي نسبه إلى كليب بن يربوع بن حنظلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>