وبلال من الطبقة الخامسة من التابعين مات سنة نيف وعشرين ومائة، قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب": هو أمير البصرة وقاضيها، روى عن أنس فيما قيل: وعن أبيه، وعمه أبي بكر، وروى له الترمذي حديثًا واحدًا، وذكره البخاري في "الأحكام"، وذكره [أبو العرب] الصقلي في كتاب "الضغفاء"، قال خليفة بن خياط: ولاَّه خالد القسري القضاء سنة تسعة ومائة، وحكي عن مالك بن دينار أنه قال لما ولي القضاء: يالكِ أمة هلكت ضياعًا، فلم يزل قاضيًا حتى قدم يوسف بن عمر سنة عشرين ومائة فعزله. وروى المبرد أن أول من أظهر الجور من القضاة في الحكم بلال، وكان يقول: إن الرجلين ليختصمان إليَّ، فأجد أحدهما أخفَّ على قلبي، فأقضي له. وروى ابن الأنباري أنه مات في حبس يوسف بن عمر. وأنه قتله دهاؤه. قال للسجان: أعلم يوسف أني قد مت، ولك مني ما يغنيك، فأعلمه. فقال يوسف: أحب أن أراه ميتًا، فرجع إليه السجان، فألقى عليه شيئًا فغمه حتى مات. انتهى.
وروي المرزباني في "الموشح" عن الجرجاني، عن المبرد، عن التوزي أنه قال: أنشد ذو الرمة قصيدته في بلال. فلما بلغ قوله:
إذا بن أبي موسى بلالًا بلغته .. البيت.
قال له عبد الله بن محمد بن وكيع: هلاَّ قلت كما قال سيّدك الفرزدق:
قدِ استبطأتُ ناجيةً ذَمُولًا ... وإنَّ الهَمَّ بي وَبِها لَسَامِي
أقولُ لناثتي لمَّأ ترامتْ ... بنا يدٌ مُسَرْبَلَةُ القَتَامِ