إنًّ عتيبة قد مات! قال: أما إذ قلت هذا فسأحدّثك ما أنت لاق، أما أنت فلن تَغُرِّ أسيد بن حناءة من رأس الشقراء الليلة، فإذا أحس غُدوة بكم جال قفي متن الشقراء، ثمَّ أشرف مليحة، فإذا أشرف نادى يال ثعلبة، فيلقاك طعن ينسيك الغنيمة فباتوا وقد حسبوا المطوح حتى ركبوا بليل فتقبضوا على بني زبيد، وذلك بسواد، غير أنَّ أسيدًا وثب على الشقراء، فتبعه أربعة فوارس منهم، فأقبل عليهم فقال: من أنتم؟ اللهِ لا نتكاذب، فقال أحدهم: بسطام ومفروق وهانئ والدَّعَّاء، فقال: أبا سوء صباحاه! ثم ركض حتى أشرق فنادى: يال ثعلبة، فركب بنو ثعلبة حتى وافى سبعة فوارس من بني ثعلبة فيهم قعنب ومعدان ابنا عصمة، وعفاق بن عبد الله، وعمارة بن [عتيبة وهو هجين] عتيبة، ووديعة بن مرثد، ودرّاك بن النجّار، وعمارة بن [عتيبة وهو هجين] عتيبة، ووديعة بن مرثد، ودرّاد بن النجّار، وأُحيمر بن عبد الله، وأقبلت بنو شيبان يسوقون بني زبيد معهم، فلما برز الفوارس السبعة قال قعنب: يا بني ثعلبة إنَّ خببَ الخيل جبن، قال عمارة: أما أنا فإليَّ وازع الخيل، وقال وديعة: كل امرئ سَيُرى وقعُه، حتى التقوا بالأفاقة، فقال الأحيمر: يا بني ثعلبة لئن صدِّت خيلكم [قيس] قدر سوطي لا تُدعى لكم داعية بعد اليوم، ولقي بسطام الأحيمر، فقال [له]: ويلك يا أحيمر إني لأنفسك على الموت، قال: وهل أبقيت مني [إلاَّ] شلوًا؟ والله لا تغرب الشمس وكلانا حي، ثم رماه بالشقراء، فاختلفا طعنتين، فانكسر رمح الأحيمر [فأمال بسطام يده بذات النسوع]. وحمل وديعة بن مرثد على هانئ بن قبيصة فأسره، وقتل فُقْحُلُ ابن مسعدة أحد بني أبي ربيعة عمارةَ بن عتيبة، فحمل عليه قعنب بن عصمة فقتله، ففرَّ بسطام والدّعّاء ومفروق والضُّرَيْس وعمرو بن الحزوّر أخو بني الحارث بن همام، وحمى الناسَ بسطامٌ، وكان رجلًا ثقيلًا، وكانت عليه الدرع، وكان على مهر، فمر برمل فنزع درعه فألقاها، ثمَّ هال عليها، وأتبعهم الخيل، حتى إذا كانوا ببطن موضوح لحق عفاق بن عبد الله فأخلف له عمير بن الحزوّر الرمح، فقتله فحمل عليه قعنب فأسره، وكان من فرسان بني الحارث، فدفعه إلى أبيه أبي مُليل، فقتله بعفاق صبرًا، وعانق الأحيمر الضُّرَيْس فأسره، وحمل قعنب وأسيد، فابتدرا