مفروق ابن عمرو، فطعناه طعنة أثقلته، فمات، وأسر عتوة بن أرقم بن نويرة رجلًا من بني الحارث بن همام يقال له العوام بن شوذب، فقال في ذلك وهو في أيدي بني يربوع:
وفر أبو الصهباءِ إذْ حمس الوغى ... وألقى بأبد ان السلاح وسلما
وأيقنَ أن الخيل إن تلتبس به ... تمْ عرسهُ أوْ تملأ البيتَ مأتما
ولو أنها عصفورةُ لحسبتها ... البيت
أنالكَ قيدًا بالغبيط لقاهمُ ... ويومَ العظالى إذ نجوت مكلما
فررتم ولمْ تلووا على مرهقيكمُ ... لو الحارثُ المقدامُ فيها لأقدما
ولو أن بسطامًا أطيعَ بأمرهِ ... لأدى إلى الأحياء بالحنوِ مغنما
ولكنَّ مفروقَ القفا وابن أمهِ ... ألاما وليما في البيات وشئتما
أناخا يريدانِ الصباحَ فصبحًا ... فكانت على الركبان ساعةَ أشأما
فلما بلغ بسطاما ذلك أغار على لقائح لأمه، فأخذها فقالت في ذلك:
أرى كل ذي شعرِ أصاب بشعرهِ ... سوى أن عوامًا بما قال عيلا
أي: صير أهله عالةً فقراء. قوله: إن يك في يوم الغبيط، بقتح الغين المعجمة، وكسر المعجمة، قال صاحب "العقد الفريد": غزا بسطام قبل يوم العظالى على بني ثعلبة بن يربوع فانهزمت الثعالب، واستاقوا إبلهم، فركب عليهم بنو مالك فيهم عتيبة بن الحارث، فأدركوهم بغبيط المدرة، فقاتلوهم حتى هزموهم، ولحق عتيبة بسطامًا، فقال: استأسر يا أبا الصهباء، فأسره، ولم يزل عنده حتى فادى