للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"التسهيل": "وزعم اطراد ذلك على لغة" ما نصه: وأجاز الجزم بها في الشعر جماعة منهم ابن الشجري، واحتج بقول الشاعر السابق، فعلى هذا يكون في "لو" مذاهب:

أحدها: أنها لايجزم بها في الكلام، ولا في الشعر.

الثاني: أنه يجزم بها في ضرروة الشعر.

الثالث: أنه يجزم بها على اطراد في لغة. انتهى.

وأورد ابن الشجري البيت الشاهد في موضعين من "أماليه"، الموضع الأول في المجلس الثامن والعشرين، قال فيه: بيت للرضي من قصيدة رثى بها أبا إسحاق إبراهيم ابن هلال الكاتب الصابئ:

إنَّ الوفاءَ كما اقترحت فلوتكن ... حيًا إذنْ ما كنتَ بالمزدادِ

جزم بلو، وليس حقها أن يجزم بها، لأنها مفارقة لحروف الشرط، وإن اقتضت جوابًا كما تقتضيه "إن" الشرطية، وذلك أن حرف الشرط ينقل الماضي إلى الاستقبال، كقولك: إن خرجت غدًا خرجنا، ولا تفعل ذلك لو، وإنما تقول:

لو خرجت أمس خرجنا، وقد جاء الجزم بلو في مقطوعة لامرأة من بني الحارث بن كعب:

فارسًا ما غادروه ملحمًا ... غير زميلٍ ولا نكسٍ وكلْ

لوْ يشأ طاربهِ ذو ميعةٍ ... لاحق الآطالِ نهدٌ ذو خصلْ

غير أنَّ البأسَ منهُ شيمةٌ ... وصروفُ الدهرٍ تجري بالأجل

انتهى. وكتب ابن الخشاب في هامش النسخة بخطة: ليس للرضي، ولا لأمثاله أن يرتكب ما يخالف الأصول، ولكن لو جاء مثل هذا عن العرب في ضرورات شعرهم، لاحتمل منهم، وذلك أن "لو" وإن كانت تطلب جوابًا كما يطلبه حرف الشرط، ليست موجبة للاستقبال كإذا، بل يقع بعدها الماضي للماضي، كما يقع

<<  <  ج: ص:  >  >>