للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستقبل للمستقبل، فلا يجزم بها البتة، وليس في قوله: يشأ شاهد على الجزم بلو، ولكنه مقصور غير مهموز، كما يقصر الممدود في الشعر. انتهى.

والموضع الثاني في المجلس الأربعين، قال فيه: ولو من الحروف التي تقتضي الأجوبة، ويختص بالفعل، ولكنهم لم يجزموا به، لأنه لا ينقل الماضي إلى الاستقبال، كما يفعل ذلك حروف الشرط، وربما جزموا به في الضرورة، قالت امرأة من بني الحارث بن كعب:

فارسًا ما غادروهُ ملحمًا ... الأبيات الثلاثة.

واقتدى بها في الجزم به أبو الحسن الرضي، رضي الله عنه، في قصيدة رثي بها أبا إسحاق إبراهيم بن هلال الصابئ:

إنَّ الوفاءَ كما اقترحتَ فلو تكنْ ... البيت. انتهى.

وكتب هنا أيضًا ابن الخشاب: قد تقدمت هذه الأبيات، وذكره في "لو يشاء" الجزم، وجعله إياها حجة للرضي في الجزم بلو، وقد رددت ذلك هناكبما يغني عن الإعادة. انتهى.

والأبيات الثلاثة أوردها أبو تمام، في آخر باب المراثي من "الحماسة" منسوبة إلى تلك المرأة الحارثية، ولم يتكلم شراحه بما يتعلق بجزم "يشأ" ووقع "فارس" في روايى "الحماسة" وشروحها بالرفع، ورواه ابن الشجري بالنصب ويجوز فيه الرفع وتبعه ابن الناظم، رواه في باب الاشتغال بالنصب، وقال ابن الخشاب فيما كتبه على "أمالي ابن الشجري": الرواية برفع "فارس"كذا رواه أبو زكريا عن المعري وغيره، وكذا قرأناه على الشيوخ عنه. قال ابن الشجري: الرواية نصب "فارس" بمضمر يفسره الظاهر، وما صلة، والمفسر من لفظ المفسر، لأن المفسر متعد بنفسه إ"لى ضمير المنصوب، ولكن لو تعدى بحرف جر، أضمرت له من معناه دون لفظه، كقولك: أزيدًا مررت به؟ التقدير أجزت زيدًا؟ لأنك إن أضمرت "مررت" أضمرت الدار، وذلك مما لا يجوز، فالتقدير إذن: غادروا فارسًا، ويجوز رفع فارس بالابتداء،

<<  <  ج: ص:  >  >>