وتأوله ابن الدهان على أنه متعلق بما في سلاحي من معنى الشدة، وذلك عندي تعسف. انتهى كلام أبي حيان وقال في "الارتشاف": وتأوله بعضهم على إضمار "أن" التقدير: أن يمسكه، وأعربه بدلًا، أي: إمساكه.
والبيت من قصيدة طويلة للمعري مدح بها سعيد بن شريف بن علي بن حمدان العدوي، وقبله:
فإنْ عشقتْ صوارمكَ الهوادي ... فما عدمتْ لمنْ تهوى اتصالا
ولولا ما بسيفكَ من نحولٍ ... لقلنا أظهر الكمد انتحالا
إلى أن قال بعد خمسة أبيات:
إذا بصرَ الميرُ وقدْ نضاهُ ... بأعلى الجو ظنَّ عليه آلا
ودبتْ فوقهُ حمرُ المنايا ... ولكنْ بعدَ ما مسختْ نمالا
يذيبُ الرعبُ منهُ كل عضبٍ ... فلولا الغمدُ ما مسختْ نمالا
ومن يكُ ذا خليلٍ غير سيفٍ ... يصادفْ في مودتهِ اختلالا
قوله: فإن عشقت صوارمك ... إلخ. قال ابن السيد البطليوسي في شرحه:
الصوارم: السيوف، والهوادي: الأعناق، يقول: إن كانت سيوفك تعشق رقاب الأعداء، فقد الأعداء، فقد بلغتها أملها مما عشقت، وأمكنتها من الذي أحبت، وهذا أحسن من قول أبي الطيب:
رقتْ مضاربهُ فهنَّ كأنما ... يبدينَ منْ عشق الرقاب نحولا لأن لأ أبا الطيب لم يذكر أنها بلغت من معشوقها بغية. وقوله: ولولا ما بسيفك .. إلخ قال: الكمد: الحزن مع تغير الوجه، فجعل السيف لما عليه من أثر الدم المغير للونه، المذهب لرونقه وصقله كأنه (ذو) كم، والدم يحيل رونق السيف. يقول: لولا أن نحول سيفك قد دلنا على أنه عاشق للرقاب، لحسبنا أنه يظهر من الكمد غير ما يجن،