أتانه التي معه, وشيعها: قواها وأعانها, والغضراء بمعجمتين: طينة حرة, والشد الموالف: المتتابع, فاعل شيع, والشد: الجري والعدو, ومنقطع: مكان الانقطاع.
فما زال يبري الشد حتى كأنما ... قوائمه في جانبيه رعانف
قال ابن السكين: يبري يسرع في مره, يقول: كأنه يطير بأجنحة, وكأن قوائمه فضول زعانف, والزعانف: أكارع الأديم وأطرافه.
تواهق رجلاها يديه ورأسه ... له نشز فوق الحقيبة رادف
هذا آخر القصيدة, قال ابن السكيت: المواهقة: المسايرة, وهي المباراة, وقوله: له نشز, أي: له ارتفاع, وكل ناشز مرتفع, قال الله عز وجل: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا} [المجادلة/١١] وقوله: فوق الحقيبة, الحقيبة: كناية عن الكفل, وقوله: رادف, أي: كما يردف الرجل حقيبته. انتهى.
وهذا البيت من شواهد سيبويه وأنشده: «نواهق رجلاها يداها» برفعهما على أن اليدين مضافة إلى ضمير مؤنث, وهو ضمير الأتان.
والشاهد فيه أنه رفع يداها بإضمار فعل, ولم يجعلهما مفعولين, فكأنه قال بعد قوله: تواهق رجلاها: تواهقهما يداها, محمول على المعنى, لأنه إذا واهقت الرجلان اليدين, فقد واهقت اليدان الرجلين, قال ابن خلف في «شرح شواهده»: احتج سيبويه بما سمع من إنشاد بعض العرب بالرفع فيهما, وإذا أنشد العربي الذي يحتج بشعره وكلامه بيتًا على ضرب ولفظ غير الضرب المشهور, فقول العربي الراوي حجة, كما أن قول الشاعر الذي قال الشعر في الأصل حجة, وفي شعره اليدان