للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفاعل بدلًا من المبتدأ والخبر، وهذا كما نحن فيه، ألا ترى أنه قال: لولا ينازعني شغلي. انتهى.

والبيت مطلع قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي، وبعده:

جزيتكِ ضعفَ الودَ لما استثبته ... وما إن جزاكِ الضعف من احدٍ قبلي

واستثبته: طلبت ثوابه، والثواب: الجزاء، قال المزروقي: زعمت زعمًا وزعمًا، ويستعمل فيما يرتاب به ولا يحقق، ويتعدى إلى مفعولين و "أن لا أحبها" قد سد مسدهما، و "أن" هذه مخففة من الثقيلة أراد أني لا أحبها، أو أن الأمر والحديث لا أحبها، كأنه استزادت زيارته لها، وتوفره عليها، واستقصرت تهالكه فيها، وشغفة بها، وادعت عليها أنه قد حال عن العهد، وتحول متراجعًا في درجات الود، فقال مجيبًا لها، ومبطلًا لدعواها: بل أحبك وأرى من المثابرة عليك، والسعي في تحصيل بعض المراد بالنيل منك ما هو الهوى، والمنى لولا الشغل المنازع والعائق المانع وجواب "لولا" في قوله: بلي، وقد تقدم، والتقدير: لولا مجاذبة الشغل الذي أنا بصدده، لقمت فيك مقام المحب، فإني أحبك، ومثل هذا في تقدم الجواب، وكون الفعل والفاعل مكان المبتدأ والخبر قول لآخر:

لا درّ إني قدْ رميتهمُ ... لولا حددتُ ولا عذرىَ لمحدودِ

وذكر بعضهم أن جواب "لولا" فيما بعده وهو قوله: جزيتكِ ضعف الود .. ويروى: اشتكيته بدل استثبته، وحكى عن الأصمعي أنه قال: لك يصبْ في قوله: ضعف الود، وتوسط ما بين الأصمعي وأبي ذؤيب يقتضي قولًا مبسوطًا، وأنا أذكر ما يحسن ههنا، والله ولي التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>