للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطاعة أجرين، وتعذب ثلاثة أعذبة، وهذا ما ذهب إليه أصحاب المعاني فيها، والحجة في أن الضعف يكون بمعمى المضاعف قول الله جل من قائل في موضع آخر: (فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ) (الأعراف/٣٨) أي: مضاعفًا، ألا ترى أنه لا يحسن أن تجعل المعنى عذابًا مثلًا، وإلى هذا ذهب أبو ذؤيب في قوله: "جزيتك ضعف الود"، أي: مضاعف الود، والمعنى: الود الذي ضوعف، فصار مثلي ود غيري، وإذا كان المر على ما ذكرناه، سلم كلامه من الطعن، ويكون الأصمعي عادلًا عن مراده، وذاهبًا في غير مذهبه، ولعمري أنه لو جعل الضعف بمعنى المثل، لوجب عليه أن يقول: ضعفي الود، ولكن أراد ما بيناه، على أن في قول أبي ذؤيب في عجز البيت:

وما إنْ جزاكِ الضعفَ منْ أحدٍ قبلي

فيه أكمل بيان أنه لم يرد بالضعف المثل، وإنما أراد المضاعف، فلا أدري كيف غفل الأصمعي عنه، أو كيف اجترأ على تخطئته قبل إنعام النظر. وقوله: من أحد في موضع رفع، وزيادة "من" للاستغراق، كما أن زيادة أن للتأكيد. إلى هنا كلام المرزوقي. وترجمة أبي ذؤيب تقدمت في الإنشاد الخامس من أول الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>