للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسعرتها تسعيرًا، وقوله: فلئن طأطأت، أي: أسرعت، وأصله من طأطأ الفارس فرسه: إذا ركضه بفخذيه، ثم حركه للحضر، وقوله: لتهاضن عظامي بالبناء للمفعول: مضارع هاض العظم يهيضه هيضًا: إذا كسره بعد الجبور، وهذا وجعه أشد من الكسر ابتداء، وعقر، بضم العين والقاف: الأصل، أي: لتهاضن جميع عظامي، فلا يبقى لي عظم صحيح، واصل القاف السكون، ومنه الحديث: "ما غزي قوم في عقرِ دارهم إلا ذلوا"، وقوله: ولئن غادرتهم إلى آخره، أي تركتهم، والورطة: الشدة، والنهزة بالضم: الفرصة، والذئب الفقر بفتح الفاء وكسر القاف، المكسور الفقار بالفتح وهي خرزات الظهر، يريد: أصير طعمة للعاجز. وقوله: ولئن أعرضت عنهم، الضمير لأخواله، وأعاده مؤنثًا في قوله: أوهنتني، لأنه جمع مكسر بتأويل جماعة. وقوله: أصابتني بقر، قال الصاغاني في "العباب": القر بالضم: القرار، ومنه قولهم عند شدة تصيبهم: صابت بقر، أي: صارت الشدة في قرارها، قال طرفة بن العبد:

كنتُ فيكمْ كالمغطي رأسهُ ... فانجلى اليومَ قناعي وخمرْ

سادرًا أحسبُ غيي رشدًا ... فتناهيتُ وقدْ صابتْ بقرْ

والحارث هذا هو من بني عبد الجن بن عائذ الله بن أسعد بن سعد بن كثير بن غالب، وينتهي نسبه إلى جرم قضاعة، قال صاحب "جمهرة الأنساب": ومن بني عبد الجن الحارث بن نمر الشاعر، وقد شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيانـ، وهو القائل:

منْ أيَّ يوميَّ منَ الموتِ أفرْ ... أيومَ لمْ يقدرَ أمْ يومَ قدرْ

انتهى.

كذا رأيته نمر بدل المنذر، وظهر مما تقدم أنه إسلامي.

<<  <  ج: ص:  >  >>