للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والزرَّب: حظيرة للغنم، وجمعها زِراب. انتهى. وثقبوها: حركوها بعود لتتقد، وإنما وصف نارهم بقلة الإضاءة إشارة إلى خستهم وبخلهم لا يوقدون حطبًا كثيرًا لئلا يقصدهم الضيوف، والكريم يوقد ناره في أعلا موضع، ويكثر وقودها حتى يراها الضيف والمنقطع من مكان بعيد، فيقصده، وأما هؤلاء فقد أوقدوا نارهم في الزرب، وأسندوا عليه الحجارة العراض حتى لا يظهر ضؤوها لأحد فيقصدهم، ومع ذلك، فلا يوقدونها بشدة، فلا تبين الرئيس منهم، والمنيخ: الضيف الذي ينيخ راحلته، والمِرفَد بالكسر: القدح الضخم، وقوله: ولكن ظرابي هو جمع ظربان بفتح فكسر: دويبة كالهرّة منتنة الفساء إذا فَسَت بين إبل تشرَّدت من نتنه، وتأتي إلى جحر الضب، فتفسو فيه، فيسدر من خبث رائحته، فتأكله، وإذا فست في ثوب لم تذهب رائحة النتن منه حتى يبلى، شبههم بهذه الدابة، فلا يقدر أحد يقربهم بنتن فساهم. وقوله: قنافذ درّامون، قال ابن حبيب: درّامون: يمشون مشيًا متقاربًا في سرعة، ويقال: درامون: ضراطون. انتهى. وجحاش: جمع جحش، وعطية: أبو جرير.

وقال ابن سلّام الجمحي في ترجمة جرير من "طبقات الشعراء": حدثني حاجب بن يزيد بنِ شيبان بن علقمة بن زرارة قال: قال جرير بالكوفة:

لقد قادني من حب ملوية الهوَى ... وما كنت إلفًا للحبيبة أقوَدَا

أحب ثَرَى نجدٍ وفي الغور حاجةٌ ... فغار الهوى يا عبد قيسٍ وأنجدَا

أقولُ له يا عبد قيسٍ صبابةً ... بأي ترى مستوقد النار أوقدًا

فقال أراها أرثت بوقودهَا ... بحيث استفاض القمع شيحًا وغرْقَدا

فأعجب الناس، وتناشدوها، فحدثني جابر بن جندل قال: فقال جرير: أأعجبتكم هذه الأبيات؟ قالوا: نعم، قال: كأنكم بالقينِ –يعني الفرزدق- قد قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>