للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: رأى التهاب نار أوقدها قابسُها، ثمَّ أخمدها بقطع الوقود عنها، وقوله: أعد نظرًا إلى آخرها. أضاء هنا متعد، أي: بيّن لك ضوء النار، وأشار إلى أنهم أهل ذلة وقلة لا يأمنون من يطرقهم، فلذلك قيدوا حمارهم، وهذا بخلاف قول الأخنس بن شهاب التغلبي حيث أشار إلى كثرتهم وعزتهم بقوله:

وكلُّ أناسٍ قاربوا قيدَ فحلِهْمِ ... ونحن خلعنا قيده فهو سَارِبُ

وقال ابن جني: يهزأ به يقول: أنت صاحب حمير، فإنما أضاءت لك النار ما تعالجه، ولست بصاحب خيل. انتهى.

وقال الخوارزمي: يهجوه بأنهم يقيدون الأتن ليأتوها، قاله أبو علي الدقاق وهذا كلام من لم يقف على سياق الأبيات، وغفلة عن لفظ الحمار، وروى أبو بكر الصولي بسنده عن أبي زيد الأنصاري أنه قال: كان المفضل إذا لم يرض الجواب، أنشد:

أعِدْ نظرًا يا عبدَ قيسٍ ... البيت

وقال ابن حبيب بعد قوله: الحمار المقيّدا: يعني حمارًا من حمير بني كُليب، لأنهم أصحاب حمير. انتهى. وبنو كليب رهط جرير، وقوله: حمار كليبين بالنصب بدل من الحمار المقيد، ويوم النّسار، بكسر النون، يوم من أيام العرب، والكمي: الشجاع، والموسّد: الجريح المتكئ على وسادة، ومرّوت السّخامة: موضع له يوم، وقاربت: ربطت، وقيناه: وظيفاه، والوظيف: موضع الشكال من قوائم الدابة، وتردد، أي: دار يرعى بقرب منها، وقوله: لئْن عبت، الخطاب لعمر بن نجأ، وابن المراغة: لقب جرير: لقبه به الفرزدق، والمّراغة: الأتان، ومصطلين: تمييز من ألأم، والكُدادة بالضم، قال ابن حبيب: اسم موضع بالمرّوت، وموضع "ظرابي" نصب يعني تضيء ظرابيًا، والصفيح: صخور رقاق عراض،

<<  <  ج: ص:  >  >>