لا استعارة تبعية, كما في حديث:«أسرعكن لحوقًا بي أطولكن يدًا».
وقوله: السلم تأخذ منها .. البيت, استشهد به البيضاوي عند قوله تعالى:{ادخلوا في السلم كافة}[البقرة /٢٠٨] على أن السلم تؤنث كالحرب.
قال صحاب «الصحاح»: السلم: الصلح, تفتح وتكسر وتذكر وتؤنث, وكذلك استشهد به ابن السكيت في «إصلاح المنطق» قال التبريزي في «إيضاح الإصلاح»: الجرع: جمع جرعة, وهي ملء الفم. يخبره أن السلم هو فيها وداع ينال من مطالبه, يريد فإذا جاءت الحرب قطعته عن لذاته وشغلته بنفسه, انتهى. وفيه تعرض بأنه لا يقدر على تحمل مشاق الحرب. وأبيات العباس جواب لشعر أتاه من خفاف بن ندبة أبي خراشة, وهو قوله:
قومي خفاف بن عوفٍ إن سألت بهم
لا يفشلون ولا يزري بهم طبع
شم مساعير في الهيجا لحربهم ... إذا تخلف عنها الأعزل الورع
تسعى لشعب حبيب كي تندده ... وسوف إن همرتك الحرب تنقمع
أقصر إليك ابن مرداس بداهية ... تلقى الدواهي منها ثم تختشع
لالفينك وبرا حين تبصرنا ... أسد الغياطل أرماح لنا شرع
والحرب كاشرة أنيابها عصلا ... فينا وما لك في إشعالها طمع
جلمود بصر إذا المناقر صاب به ... فل المشرجع منه كل ما يقع