للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان في المدينة في ذلك الوقت كما حققناه في شرح أولها، وقوله: ما تناخي يأتي إن شاء الله في بحث "ما" الزائدة، وقوله: له صدقات ما تغيب الخ. أي: ما تنقطع من أغبهم: إذا جاءهم يومًا، وتركهم يومًا. قال السهيلي في "الروض الأنف": قوله: وليس عطاء اليوم مانعه غدًا، معناه على رفع العطاء ونصب مانع، أي: ليس العطاء الذي يعطيه اليوم مانعًا له غدًا من أن يعطيه، فالهاء عائدة على الممدوح، ولو كانت عائدة على العطاء، لقال: وليس عطاء اليوم مانعه هو، بإبراز الضمير الفاعل، لأن الصفة إذا جرت على غير من هي له، برز الضمير المستتر بخلاف الفعل، ولو نصب العطاء لجاز على إضمار الفعل المتروك إظهاره، لأنه من باب اشتغال الفعل عن المفعول بضميره، ويكون اسم ليس على هذا مضمرًا فيه عائدًا على النبي صل الله عليه وسلم. انتهى، وقد اخذ معنى هذا البيت الأحوص، فقال في قصيدة مدح بها يزيد بن عبد الملك:

وليس عطاء كان في اليوم مانِعي ... إذا عدت من إعطاء أضعافه غدا

وأخذه الفرزدق أيضًا فقال:

وأنت امرؤ لا نائل اليوم مانعٌ ... من المال شيئًا في غدٍ أنت واهبهْ

وقد تكلم عليه أبو علي في كتاب "إيضاح الشعر" فلا باس بنقله لفوائده، قال: تقديره فيمن رفع "النائل": وأنت امرؤ لا نائل اليوم شيئًا من المال تمنعه في غد، فالهاء في "مانعه" مراده كما تراد فيمن رفع في قول الشاعر:

وما كل مَنْ وافى منى أنا عارفُ

<<  <  ج: ص:  >  >>