للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: (إياك نعبد) الفاتحة: ٥] بعد الغيبة، وتكون الياء ضميرًا، والنون محذوفة، ويجوز أن تكون الياء للمخاطب، والمعنى حتى ألاقي، إلا أنه نزل نفسه منزلة المخاطب، كقوله:

وهل تطيق وداعًا أيها الرجلُ

انتهى كلامه.

وقوله: نبيًا يرى، بدل من محمد، وروي بالرفع على أنه خبر مبتدأ، أي: هو نبي، وروي: وذكره أغار، أي: صار إلى الغور، يقال: غار يغور غورًا، وإنما قال أغار ليزدوج مع قوله أنجد، أي: صار إلى نجد، كما قالوا: مأزورات غير مأجورات، وإنما هو موزورات من الوزر، وقال العسكري في كتاب "التصحيف": الخلاف في غار، وهو مذهب البصريين، وأغار وهو مذهب البغداديين، وسمعت أبا بكر بن دريد يقول من رواه أغار، فقد أخطأ، وأخبرني أبي عسل بن ذكوان عن الرياشي عن الأصمعي: "وذكره لعمرك غار" قال: ويروى: " وذكره غار لعمري" فإذا كان كذا، فإنه خرم في النصف الثاني وهو صالح، كما قال:

والموت يجشمه من جشم ... . . . . انتهى.

وقال ابن السير في شرح أبيات "إصلاح المنطق" وقد روي: وذكره لعمري غار في البلاد. فمن روى هذا أراد: أتى الغور، وأنجد: أتى نجدًا، وقد رد قوم قول من قال: أغار بمعنى غار إذا أتى الغور، وزعموا أن معنى أغار: أسرع، قالوا: والدليل على صحة ذلك أن النبي صل الله عليه وسلم كان بمكة في ذلك الوقت وهي من الغور، ولم يرد الشاعر الغور ولا نجدًا، ولكنه أراد أسرع ذكره في البلاد، والإنجاد: الارتفاع يعني ارتفاع الذكر ههنا هذا كلامه، وصوابه:

<<  <  ج: ص:  >  >>