إما أقمت وأما أنت مرتحلًا ... البيت
بكسر الأول وفتح الثاني, أما كسر الأول فلأنه شرط, فوجب كسره ودخول ما عليه, كدخولها في قولك: إما تكرمني أكرمك. وفتح الثاني واجب, لأنه مثل قولك: أما أنت منطلقًا وقد تقدم ذكره.
وقوله فالله يكلأ .. الخ, فجواب الشرط معلل بقوله: أما أنت مرتحلًا, وصح أن يكون لهما جميعًا من حيث كان الشرط والعلة في معنى واحد, ألا ترى أن قولك: إن أتيتني أكرمتك, بمعنى قولك: أكرمتك لأجل إتيانك, فإذا ثبت أن الشرط والتعليل بمعنى واحد صح أن يعطف أحدهما على الآخر, ويجعل الجواب لهما جميعًا, فصار مثل قولك إن أكرمتني وأحسنت إلي أكرمتك, إلا أنه وضع موضع: أحسنت إلي, لفظ التعليل, فصار كأنك قلت: إن أكرمتني فلأجل إتيانك, فأنا أكرمك, وذلك سائغ, انتهى كلامه.
ويكلأ: يحفظ, ومصدره الكلاءة بالفتح والمد, و «ما» موصولة, والعائد محذوف, أي: ما تأتيه وما تذره, وتذر بمعنى تترك, وقد أمانوا ماضيه ومصدره واسم فاعله واسم مفعوله. وقيل: ما مصدرية ظرفية, أي: مدة إتيانك, أي فعلك وتركك, والإتيان بمعنى الفعل, ومنه قوله تعالى: {كان وعده مأتيا} [مريم/٦١] , أي: مفعولا, وقوله تعالى: {أتأتون الفاحشة] [الأعراف/٨٠] , أي: أتفعلونها.
وفي البيت المطابقة بين أقمت ومرتحلا وبين تأتي وتذر.
والبيت مع شهرته في كتب النحو وغيرها لم أظفر بقائله ولا بتتمته, والله تعالى أعلم.