للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هجرة ولا سابقة قال: وقال الأثرم عن أبي حبيرة: قال حسان هذا الشعر في رفيع ابن صيفي بن عابد، وقتل رفيع يوم بدر كافرًا، والأبيات هذه:

إنْ تصلُحْ فإنَّكَ عابديٌ ... وصُلْحُ العابديِّ إلى فسادِ

وإنْ تفسُدْ فمَا أُلفيتَ إلاَّ ... بعيدًا ما عَلِمْتُ من السَّدادِ

وتلقاهُ على ما كان فيهِ ... من الهفواتِ أو نُوكِ الفؤادِ

مبينَ الغيِّ لا يعيي عليهِ ... ويعيي بعدُ عنْ سُبُلِ الرشادِ

ففيم تقولُ يشتمني لئيمٌ ... كخنزيرٍ تمرَّغَ في رمادِ

فأشهَدُ أن أمَّكض مِ البغايَا ... وأنَّ أباكَ من شرِّ العبادِ

فلنْ أنفَكَّ أهْجُو عابديَّا ... طوالَ الدهرِ ما نادَى المنادِي

وقد سارتْ قوافٍ باقياتٌ تناشدها الرُّواةُ بكلِّ وادٍ

فقبحَ عابدٌ وبني أبيهِ فإنَّ معادَهُمْ شرُّ المعادِ

وقوله: "إن تصلح" فيه خرم، ورواه بعضهم: "وإن تصلح" فلا خرم. والسداد بالفتح: الرشد والاستقامة، والهفوات: السقطات، والنوك بالضم: الحمق، وهو نقص في العقل، وأراد به البلادة، وعدم الاهتداء للمقصود، ولهذا أضافه إلى الفؤاد، وقوله: مُبينَ الغيِّ بالنصب: حال من مفعول تلقاه، وقوله: م البغايا أصله: من البغايا، وهو لغة في "من"، والبغي: المرأة الفاجرة، وطوال الدهر بالفتح: طول الدهر، وقوله: فقبح بالبناء للمفعول على الدعاء، وبني أبيه: مفعول معه. وتجرمة حسان تقدمت في الإنشاد التاسع والتسعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>