يراد بها المصدر، وحذف الضمير معها كثير لأمر خاص بالمصدر لا يتسع لي الآن ذكره، ومما يدل على أنه لا وجود لها أنه لا يقال: يعجبني ما لا يقوم زيد، كما يقال: أن لا يقوم زيد، ونص أبو علي على أنه يقال: ما لا أقوم، وفي قوله هذا عندي نظر. انتهى كلامه. وبعده:
الهمزة: للنداء، والخطوب جمع خطب، الأمر الشديد ينزل، وتنوب: مضارع نابه بمعنى أصابه، قال الأزهري في "تهذيب اللغة": عسيب: جبل بعالية نجد معروف يقال: لا أفعل كذا ما أقام عسيب. انتهى. وقال ابن دُريد في "الجمهرة": عسيب: جبل معروف، وأنشد هذا البيت، وقال الزمخشري في كتاب "الأماكن": عسيب: جبل لقريش، والبيتان لامرئ القيس، وفي "العباب" للصاغاني: وعسيب: اسم جبل قيل إنَّ امرأ القيس لما سُمَّ وأحسَّ بالموت عند هذا الجبل أمر أن يدفن بجنب قبر امرأة كانت دفنت هناك، وأنشد البيتين، وقال ابن الحباب السعدي، في كتاب "مساوئ الخمر": قدم امرؤ القيس أنقرة، فأقام بها مدنفًا يعالج قروحه، قال: ونزل إلى جنب جبل يقال له: عسيب، وإلى جنبه قبر لابنة بعض الرّوم، فسأل عن القبر، فأخبر به، فقال:
أجارتنا إنَّ الخطوب .. إلى آخر البيتين.
أقول: شعره لا يدلُّ على أنه دفن عند جب لاسمه عسيب، وإنما ذكر عسيب هنا مثلًا لطول مكثه في المكان الذي دفن فيه، وليس في أنقرة جبل اسمه عسيب، وأنقرة من بلاد الروم يقال لها: عمورية وأنكورية، وعسيب من جبال بلاد العرب، قال أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم": عسيب، بفتح أوَّله وكسر السّين غير المنقوطة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحها وباء معجمة بواحدة: جبل قد تقدَّم