للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكره، وتحديده في رسم النقيع، وهو في ديار بني سليم إلى جنب المدينة المنورة، وهناك قبر صخر بن عمرو أخي الخنساء، وهو القائل:

أجارتَنَا لسْتُ الغَدَاةَ بِظَاعِنٍ ... ولكنْ مُقيمٌ ما أقامَ عسيبُ

انتهى. وقال الحازمي في كتاب "المؤتلف والمختلف في أسماء الأماكن":

عسيب بالسهين المهملة: جبل حجازي دفن عنده صخر أخو الخنساء، قالت الخنساء: أجارتَنَا لستُ الغَدَاةَ بظاعنٍ ... البيت.

انتهى. والصواب: أنَّ البيت لصخر لا للخنساء، قال الأخفش جامع ديوان الخنساء: لما يئس صخر من نفسه قال:

أجارَتَنَا إنَّ الخُطوبَ قريبُ ... على الناسِ كلَّ المخطئينَ تُصيبُ

أجارَتَنَا إنَّ تسأليني فإنَّني ... مُقيمٌ لَعَمْرِي مَا أقامَ عسيبُ

كأني وقد أدنُو لِحَزِّ شِفارِهِمْ ... من الصَّبْرِدَامي الصَّفْحَتَيْنِ نكيبُ

فمات فدفنوه إلى جنب عسيب، وعسيب جبل في بلاد بني سُليم إلى جنْبِ المدينة فها هو ذاك قبره معلمًا، والمعلم: المعروف الذي عليه علامة. انتهى. وشعر صخر وارد على أسلوب شعر امرئ القيس، وليس في شعره ما يدل على أنه مدفون بجنب عسيب، وإنما الخبر أثبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>