وقال ابن هشام اللخمي في «شرح أبيات الجمل»: لم أجده في ديوان الأخطل, أقول: وأنا أيضًا فتشت ديوان الأخطل من رواية السكري فلم أجده فيه, والشعر أيضًا ليس من نمط شعره, قال الأعلم في «شرح أبيات الجمل»: هذا البيت نسبه بعضهم إلى الأخطل, وحمله على ذلك تشبيه بالنصرانيات, لأنه كان نصرانيًا, وليس كذلك, لأنه محال أن يتغزل بنسائه في متعبده وموضع تنسكه, والأصح أن يكون غير مسلمًا.
والجآذر: جمع جؤذر, وهو ولد البقرة من الوحش, والظباء: جمع ظبية, والمعنى أنه يشبه أولاد النصارى ونساءهم, ودل عليه ذكر الكنيسة, فشبه أولادهم بالجآدر ونساءهم بالظباء في سعة العيون وطول الأعناق وحسنها. انتهى كلامه.
وقال اللخمي: ويحتمل أن يريد الصور التي يصورونها فيها, لأن كنائس الروم قل أن تخلو من الصور.
والأخطل اسم أربعة من الشعراء, أحدهم: الأخطل النصراني التغلبي, الشاعر المشهور من الأراقم, واسمه غياث بن غوث, وقيل: اسمه غويث, ويكنى أبا مالك, قال صاحب الأغاني: إن السبب في تلقييه بالأخطل أن كعب بن جعيل كان شاعر تغلب في وقته, وكان لا يلزم برهط منهم إلا أكرموه وأعطوه, فنزل على رهط الأخطل فأكرم وجمعوا له غنمًا وحظروا عليها حظيرة, فجاء الأخطل فأخرجها من الحظيرة وفرقها, فخرج كعب وشتمه, واستعان بقوم من تغلب فجمعوها له وردوها إلى الخطيرة, فارتقب الأخطل غفلته ففرقها ثانية, فغضب كعب وقال: كفوا عني هذا الغلام وإلا هجوتكم, فقال له الأخطل: إن هجوتنا هجوناك, وكان الأخطل يومئذ يفرزم – والفرزمة: أن يقول الشعر