في أول أمره قبل أن يستحكم طبعه وتقوى قريحته – فقال كعب: ومن يهجوني؟ فقال: أنا, فقال:
ويل لهذا الوجه غب الجمه
فقال الأخطل:
فناك كعب بن جعيل أمه
فقال كعب: إن غلامكم هذا لأخطل, ولج الهجاء بينهما, فقال الأخطل:
سميت كعبًا بشر العظام ... وكان أبوك يسمى الجعل
وأنت مكانك من وائل ... مكان القراد من است الجمل
ففزع كعب منه, وقال ابن السيد في «شرح أدب الكاتب»: لقب الأخطل لبذاءته وسلاطة لسانه, وذلك أن ابني جعيل احتكما إليه مع أمهما فقال:
لعمرك إنني وابني جعيلٍ ... وأمهما لإستار لئيم
فقيل له: إنه لأخطل, فلزمه هذا اللقب, والإستار: معرب جهار, وهو أربعة من العدد بالفارسية. وعمر دهرًا طويلًا ومات على النصرانية, وكان مقدمًا عند خلفاء بني أمية, لمدحه إياهم وانقطاعه إليهم, ومدح معاوية وابنه يزيد, وهجا الأنصار رضي الله تعالى عنهم بسببه, فلعنه الله تعالى وأخزاه.
والثاني: الأخطل الضبعي, كان شاعرًا وادعى النبوة, وكان يقول: لمضر صدر النبوة ولنا عجزها, فأخذه ابن هبيرة في دولة الأمويين, فقال: ألست القائل: